عطية محمد عطية عقيلان
تأثير سترايساند.. حكاية المغنية الأمريكية باربرا سترايساند، تشبه من يقوم بنفخ البالون أكثر من حجمه، ومن ثم ينفجر في وجهه، حيث قامت المغنية برفع قضية عام 2003م على المصور كينت أولمان، بسبب صورة جوية لمنزلها، يظهر في إعلانات عن ساحل كاليفورنيا، ولكنها خسرت القضية ودفعت حوالي 154 ألف دولار التكاليف القضائية، إضافة إلى ارتفاع عدد المشاهدين للإعلان من 6 أشخاص قبل القضية إلى 420 ألفاً خلال ستة أشهر. تطلق ظاهرة تأثير سترايساند، على كل من يقوم بعمل بهدف معين وتكون نتيجته عكسية ويؤدي إلى انتشار ما نريد إخفاءه، وهذا يتكرر كثيراً عند تداولنا لقضايا أو أشخاص أو أحداث، وذلك بغرض التنبيه والنصح، ولكن تكون نتائجه عكسية بتضخيمها وإعطائها أكبر من حجمها، لذا نرى كثيراً من المشاهير عرفوا بسبب إعادتنا لنشر ما يقوم به من باب الاستهزاء والضحك عليهم، ولكنها تعود عليهم بمتابعة المزيد ومن ثم تحقيق نتائج عكسية لفعلنا، لذا أفضل طريقة لوقف شيء عدم إعادة نشره.
نجمة ميشلان...
الأخوان أندريه وإدوارد ميشلان صاحبا مصنع إطارات ميشلان، في عام 1889م، آمنّا مبكراً بمستقبل السيارات في العالم وانتشارها، وأنه لا بد من تحفيز الناس على استخدام سياراتهم أطول مسافة ممكنة، حتى يتسنى لهم تحقيق مكاسب لهم من خلال تغيير إطارات سياراتهم لكثرة الاستخدام، لذا قاموا عام 1900م بإصدار «دليل ميشلان الأحمر»، ويحتوي على معلومات تهم أصحاب السيارات من مراكز الصيانة ومحطات الوقود والتجمعات التجارية والمطاعم، والأماكن السياحية التي تحفزهم على السفر لقطع مسافات على الإطارات، وكان الهدف الرئيسي هو تسويق إطاراتهم من خلال تبديلها بعد استهلاكها مسافات طويلة، ولاحظا أن بعض زبائنهما استاؤوا من رداءة بعض المطاعم، ولضمان جودة المطاعم وتقييمها بطريقة عادلة، تم توظيف مخبرين لتجربتها ومن ثم وضع التقييم المناسب بكل وضوح في الدليل حتى يختار عملاؤهم المناسب لهم، ومن هنا جاءت فكرة «نجمة ميشلان» حيث ترمز كل نجمة عن مدى مستوى المطاعم وترتقي بزيادة النجوم، لتصبح «نجمة ميشلان» ذات تأثير كبير على المطاعم وتحدد مدى الإقبال عليه وتزيد نجومه من قيمته السوقية، وتصبح فخراً لكل من يحصل عليها.
خطأ الأصابع السمينة..
في السابق كان الخطأ المطبعي أي زيادة كلمة أو حرف أو رقم قد تؤدي إلى تغيير المعنى أو التكلفة، وتؤدي إلى الوقوع في الخطأ أو الخسارة، وفي عصر الإنترنت أصبح هناك مصطلح ما يعرف، بخطأ الأصابع السمينة الذي يقصد به الضغط على أوامر بيع أو شراء في الأسواق المالية بزيادة أرقام غير مقصودة مثل ما حدث في بورصة طوكيو عام 2014م وعملية شراء بمبلغ 600 مليار دولار، ليتم إلغاؤها نتيجة كبر الرقم عن السوق وعدم إمكانية تنفيذه، كذلك ما حدث في 4 مايو الماضي، حيث هبط سوق النفط 7 % بدون سبب، ليتم اكتشاف أنه بسبب: خلل الأصابع السمينة» وعمليات بيع بالخطأ، ومن ثم تم تصحيحه، لذا تلجأ بعض البورصات إلى منح وقت سواء نصف ساعة أو أكثر لعملية إلغاء الشراء أو البيع للطلبات الكبيرة، وقد نقع في هذا الخلل كأفراد عند التداول بالضغط بالبيع بدل الشراء أو العكس أو نخطىء في الرقم، وقد نكون من المحظوظين إذا كان رقم السعر بالخطأ أكبر من الحد المسموح به في التذبذب.
خاتمة..
يقول الأديب الأمريكي مارك توين «لا تغضب إذا انفجر البالون في وجهك، فأنت من نفخه وأعطاه أكبر من حجمه، وذلك هم بعض البشر».