د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
القيادة السعودية الشابة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عازمة على القفز ببلادها لتصبح قوة اقتصادية عالمية، من أجل إيجاد نهضة جديدة ورغبته جامحة في تحقيق نقلة سعودية، فهو مصدر قوة للتغيير الإيجابي، وسيلعب دورا عالميا مهما، ويرى سمو ولي العهد أن الشباب الذين يمثلون 63 في المائة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة شريحة يجب الاهتمام بها، ولابد من تطوير الأندية الرياضية وتحويلها إلى شركات من أجل جذب لاعبين كبار من أنحاء العالم، لتصبح الرياضة السعودية بوجه عالمي، وليس فقط بوجه محلي، باعتبارها القوة الناعمة التي تنقل صورة السعودية في أرجاء المعمورة، ليتعرف شباب العالم على السعودية كمركز للعالم، والتي تضم الحرمين الشريفين التي انطلق منها نور الهدى إلى جميع أنحاء العالم، وهي بلد الإسلام والسلام، وهي تمتلك رؤية تنموية شاملة ليست فقط سعودية بل هي رؤية إقليمية شرق أوسطية.
لذلك تم الاستحواذ على أربعة أندية رياضية كبرى كمرحلة أولى هم صندوق الاستثمارات السعودي وشركة أرامكو والهيئة الملكية للعلا وهيئة تطوير الدرعية وشركة نيوم، وتحويل تلك الأندية من وزارة الرياضة إلى تلك الشركات، لتتحول تلك الأندية بمعايير دولية على غرار الأندية الكبرى في العالم التي يتابعها كل العالم على غرار الأندية الأوروبية.
لم تعد كرة القدم فقط هواية كما كانت، بل تحولت إلى صناعة وسوق تجارية تتقاطع مع قطاعات الترفيه والسياحة والتقنية والاقتصاد المحلي، ومعززة الرفاهية في نمط الحياة، من أجل تحقيق رؤية المملكة 2030 في رفع مشاركة المجتمع من 13 في المائة إلى 40 في المائة، وتطوير سوق رياضي لعقود مقبلة لتنمية مداخيلها من أجل إنجاح تنمية اقتصادات الرياضة، ولا يمكن أن تستمر السعودية في الاعتماد على المنتجات الرياضية المستوردة، بل هي فرصة لبناء مدن رياضية، وبناء مصانع، من خلال تبني وجذب علامات تجارية للنشاطات الرياضية، توفر فرصا وظيفية جديدة، من أجل أن تتحول السعودية إلى بلد رائد متنوع الاقتصادات.
تستعد السعودية لاستضافة بطولات عالمية خصوصا بعدما استضافت قطر كأس العالم، وأنفقت مائتي مليار دولار، وهي بمثابة بنية تحتية تخدم منطقة الخليج، تواصل السعودية في بناء أكبر بنية تحتية للرياضة، باعتبارها أكبر دولة خليجية تنفق على البنى التحتية لتصبح منطقة الخليج منصة رياضية عالمية، حيث لدى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أحد اهتماماته الشباب السعودي في أن يجعل الدوري السعودي أحد أبرز عشر منافسات لكرة القدم في العالم، خصوصا أن العالم ينفق على القطاع الرياضي مبالغ طائلة من خلال التعاقد مع لاعبين كبار كتعاقد السعودية مع رونالدو وبنزيما وسيحقق أعلى من قيمة العقود التي تعاقد معهم، تصل إعلانات الرياضة فقط في الولايات المتحدة نحو 250 مليار دولار سنويا.
تهتم السعودية بالتعاقد مع كبار اللاعبين بسبب أن طغيان مثل هؤلاء اللاعبين يتم بث مباراتهم على التلفزيون في جميع أنحاء العالم، هذه أحد أهم أبرز القوة الناعمة التي أهملت في الفترة الماضية، وتنبهت لها القيادة الشابة في السعودية التي وجدت أنها لا بد أن تهتم بهذا الجانب لتعزيز مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية، بعدما أصبحت كرة القدم أحد أبرز القوة الناعمة التي تهتم بها الدول المتقدمة بعدما بنى أباطرة مثل روبرت مردوخ وسيلفيو برلسكوني قنوات تلفزيونية مدفوعة لكرة القدم، حتى أصبحت النوادي فجأة مقدمة لمحتوى متميزا مدفوعة بالتلفزيون غيرت لعبة القدم قواعدها لحماية النجوم، اتخذ الحكام إجراءات صارمة ضد المخالفات، وتم حظر العرقلة من الخلف، وأصبحت الكاميرات تضبط كل من يخالف حتى لو لم يتنبه الحكم، وتحولت كرة القدم للاحترافية وأصبح هناك اعتراف بكبار اللاعبين بكنوز دولية يحصلون على حماية إضافية، حتى أصبح كرة القدم يراقبون بعضهما بعضا، فمثلا ميسي أصبح أفضل هدافي أوروبا برصيد 36 هدفا بفارق ثلاثة أهداف عن مبابي، من بين 13 جائزة كرة ذهبية منحت بين عامي 2008 و 2021 فاز ميسي بسبع ورونالدو بخمس والفائز الآخر الوحيد كان لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد في 2018، والمنافس الرئيسي لميسي قبل رونالدو كان ماردونا سرعان ما تفوقت مسيرته مع الأندية على ماردونا، لكن ميسي أمضى 16 عاما في محاولة لمضاهاة إنجاز سلفه في الفوز بكأس العالم لمنتخب الأرجنتين في اللحظة في 18 ديسمبر 2022 عندما وقف ميسي في ملعب لوسيل في قطر يلوح بكأس اكتملت مسيرته، ما جعل رونالدو ينتقل إلى نادي النصر بعدما ساعد بلده البرتغال على الفوز بأول بطولة كبرى له يورو 2016، استغرق البرتغاليون والأرجنتينيون وقتا لترجمة عبقريتهم الواضحة إلى أهداف، لكن السعودية سترجم أهدافها في وقت أقصر بمشيئة الله.