عبده الأسمري
تنتظر الأسر بمختلف شرائحها الإجازات والمواسم حتى تتمكَّن من قضاء أوقات ممتعة في الترويح والترفيه عن الأنفس التي تتحيَّن الخروج من «قوالب» الروتين الدراسي أو العملي إلى «مساحات» الراحة الذهنية والارتياح النفسي في وقت تستعد فيه إمارات المناطق ووزارات السياحة والثقافة وهيئة الترفيه لوضع برامجها «السنوية» لمواكبة الاحتياجات والمتطلبات والمطالب على صعيد العائلات أو الأفراد.
في وطننا الحبيب اتجاهات مذهلة لصناعة السياحة الحقيقية الواعدة التي تراعي جوانب «الطبيعة» الإنسانية والعادات و»القيم» إضافة إلى مواءمة ما يتطلبه الطفل والشاب والمرأة والأسرة من أنشطة وفعاليات ومناسبات وقد ضخت الدولة مليارات الريالات من أجل توفير المشروعات السياحية والترفيهية والثقافية وسخَّرت كل الإمكانيات من أجل الاستفادة من هذه القطاعات لتنمية الإنسان والمكان.
السياحة منظومة ترتبط بالإنسان وتترابط مع ميوله واتجاهاته وأمنياته في النواحي النفسية والسلوكية وهي مجال «خصب»لصناعة «السعادة» وجلب «الفرح» وتوظيف «السرور» وإشاعة «البهجة» لذا كان من الضروري أن يكون لدى القطاعات المسؤولة عنها سواء كانت «حكومية» أو «قطاعاً خاصاً» الثقافة الاستباقية لصناعة المواسم السياحية وفق المنظور السلوكي والنفسي والاجتماعي والتركيز على الاستثمار في المكان لخدمة الإنسان بشكل موضوعي يركز على رضا السائح وانبهار الزائر واقتدار المواطن.
لدينا مزايا عظيمة على مستوى اتجاهات الوطن في سياحة مؤكدة تحتضن الفصول الأربعة في كل المدن في وقت تمتلك فيه إمارات المناطق كل الصلاحيات والإمكانيات والتسهيلات لإقامة نشاطات سياحية تليق بالمنطقة وتبهج السائح بعيداً عن «الروتينية» وبمنأى عن «الذاتية» ورغم ذلك لا تزال هنالك العديد من مكامن الخلل وأوجه القصور التي تحتاج إلى الإعادة في «التفكير» والإفادة عن «التقصير». في مناطق مثل عسير والباحة والطائف أجواء جميلة في مواسم الصيف ولكن العراقيل الموسمية لا تزال من خلال «رؤية» بصرية مؤلمة تحط أنظارها على «شوارع» تحت العمل و»مبان» قيد الإجراء و»متنزهات» طور التنفيذ ناهيك عن «غلاء» غير مبرر يرفع «التكاليف» ويزيد «المشقة» ويرهق «الجيوب» ويزيد «العيوب» وسط «تأملات» و»أمنيات» بالنظر إلى «المراعاة» و»التساهل» و»التخفيض» والتي تنعكس على الجوانب النفسية بالاطمئنان في قضاء موسم سياحي موائم وملائم لدخل الأسر.
تخلو مواسمنا السياحية من «فعاليات» ثقافية فعلية تعتمد على توفير «المكتبات» المتنقلة في «الحدائق» أو «المتنزهات» والتي يحتاجها السائح والزائر في تغذية «الجانب» الذهني بعد شهور من «العمل» يحتاج بعدها «العقل» أن يسبح في «فضاء» القراءة المفتوحة والتي تعيد للذهن قوته بعد «عناء» روتيني طوال العام.
تخلو الفنادق والمواقع السياحية والمتنزهات والقرى التراثية من وجود «مرشدين سياحيين» مهنيين يستقبلون السياح باللبس الخاص بكل منطقة مع وجود ثقافة واسعة وإلمام ثري بجوانب السياحة ومقومات «البروتوكول» السياحي الذي يجب أن يعتمد على إدارة «السلوك» اللفظي والفعلي وامتلاك مهارات الاستقبال والتوديع وسمات «الذوق» الرفيع وسمات «الشخصية» والتي تثري الجانب النفسي لدى السياح وترفع من مستويات الرضا التي قد تصل إلى «الانبهار» من خلال «التعامل» الذي يعد «البوابة» الأولى والعنوان «الأمثل» لاستدامة الفكرة وديمومة النظرة عن المكان والتي تحول «السياحة» إلى منظومة من السلوكيات التي تسبق «مكونات» الأماكن.
تفتقد الكثير من مواقع «الإيواء» إلى «النظافة» ووجود المواقف الكافية لسيارات الزوار مع افتقاد معظمها لفرضيات «التوطين» والتي يجب أن يشكل «الصورة» المثالية التي يراها السائح مما يستدعي أن تركز وزارة التعليم على توفير «مناهج» متجددة عن «السياحة» و»الضيافة» ورفع سعة «الاستيعاب» السنوي في كليات السياحة والفندقة وفتح أقسام جديدة مبتكرة ومتطورة ومتنوعة الاختصاصات ودراسة مستقبلية في مراحل التعليم العام لإعداد مناهج خاصة عن «التراث» وفصول عن المدن السعودية ومقوماتها السياحية وتعليم الطلاب والطالبات أهمية وضرورة الذوق السياحي ونقل الصورة الذهنية المثلى للحفاظ على مقدرات الوطن.
يجب أن يتم التركيز على مطالب السائح «النفسية» ومتطلبات الزائر «الترفيهية» وبحث أبعاد «السلوك» السياحي من خلال دراسات يقوم عليها مختصون ورصد استبانات حقيقية وعلمية لمعرفة مكامن الخلل لمعالجتها ومجالات التميز لتعزيزها وتوفير مواقع وخطوط ساخنة لرصد «الاستجابة» النفسية والإجابة» الشخصية من قبل الزوار والسياح والمواطنين وتزويد المواقع السياحية الكبرى بمرشدين سياحيين مهنيين وتوفير مختصين لدراسة الجانب النفسي وارتباطه بالقطاع السياحي ووضع فرق عمل متخصصة لدراسة الشكاوي والحرص على تكامل الجوانب الثقافية والترفيهية والسياحية والإيعاز إلى إمارات المناطق بتوفير لجان تعمل على مدار العام من أجل تطوير القطاعات السياحية وربطها برضا العملاء وانطباعات الزائرين والعمل مستقبلاً على مبادرة «سياحة طوال العام» والتي ستصنع للوطن أبعاداً متعددة من الإنجاز تحقيقاً لأهداف رؤيتنا السعودية الواعدة 2030 وصناعة المستقبل المشرق في كل الاتجاهات.