م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - «علم الاجتماع» علم يُعْنَى بدراسة ظواهر الحياة الاجتماعية والجماعات والمجتمعات الإنسانية وحراكها وتطورها والعوامل المؤثرة عليها.. لكن مشكلته أنه علم واسع، ونتائجه نظريات ومناهج، ودراساته تمتد لأجيال، ويختلط فيها البحث الجاد مع الكلام الانطباعي، كما يختلط فيها الرأي المحايد مع الرأي المتحيز غير الموضوعي.
2 - «علم الاجتماع» موضوعه الأساسي هو سلوك الأفراد ككائنات اجتماعية.. وهو علم حديث نظري يعتمد على الملاحظة والاستقراء أكثر من التجريب والتطبيق.. وتحتاج نتائجه إلى سنوات حتى تتبلور وتتشكل وتؤتي ثمارها.. فعلم الاجتماع هو الوسيلة الأهم لتزويدنا بأدوات الفهم الذاتي.. وتعميق فهمنا لأنفسنا وحراك مجتمعنا والبواعث الكامنة وراء أفعالنا.. وبالتالي التأثير الإيجابي على مستقبلنا.
3 - «علم الاجتماع» يتيح للدارس إدراك الفوارق بين شتى الممارسات والثقافات والمبررات والمسببات لتلك الفوارق، وتمكنه من أن يرى المجتمع بعين المشَخِّص المحلِّل.. وهذا بدوره سوف يساعدنا على فهم وتحليل مشكلاتنا الاجتماعية القائمة أو المتوقعة.. كما يساعدنا على فهم برامج التنمية البشرية المطلوبة ويمكِّننا من تقويمها من نواحي تأثيراتها الاجتماعية.
4 - تعتبر الدراسات المنهجية للمجتمعات من العلوم الحديثة التي عُرفت في أواخر القرن الثامن عشر.. والتي ظهرت فيها النزعة العلمية في البحث والتفكير النقدي والتحليل العقلاني.. والتي بدأت تحل محل التحليلات التقليدية.. فمناهج التفكير القديمة التي توارثناها والمتعلقة بعلم الاجتماع كانت خليطاً من مقولات دينية وأساطير شعبية ومعتقدات تقليدية انتقلت إلينا من الأجيال السابقة.
5- تفسيرات ظاهرة التغيرات الاجتماعية تواجه معضلة كبرى يندر إن لم يكن من المستحيل الفكاك منها، وهي خلفية الدارس الآيديولوجية أو المناطقية، أو ثقافته التي يرى الناس والأحداث من خلاها، فالإنسان كائن منحاز بطبعه في كل حالاته وأوقاته.. ومهما ادعى الباحث أن بحثه علمي وأنه أداه بحيادية إلا أن ذلك مستحيل فاختلاف مرجعيات الباحثين في ذات المسألة الاجتماعية سوف ينتج أبحاثاً مختلفة بعدد الباحثين أنفسهم واختلاف مرجعياتهم.. من هنا لا يوجد حتى اليوم تعريف للتغيير الاجتماعي يلقى الإجماع.
6 - دراسة التغيرات الاجتماعية اتجهت إلى اتجاهين؛ الأول: أن الأفكار هي التي تحدد التغير الاجتماعي، والثاني: يرى أن الاقتصاد هو المؤثر.. فالفكر يتبع الاقتصاد وليس الاقتصاد هو الذي يتبع الفكر في التأثير المجتمعي وبالتالي تغييره.. وهناك طرف ثالث يرى أن حراك المجتمعات مرن بحيث أن أي مؤثر يواجهه يُحْدث فيه التغيير.. فعملية التغيير عملية مستمرة وشاملة، فلا شيء يبقى على حاله.