«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
الشعر الشعبي الوطني الجزل موثّق الولاء، والوفاء، واللحمة الوطنية، ووحدة الصف والكلمة منذ قصائد الحربيات (العرضة السعودية) التي واكبت مراحل توحيد الوطن وتأسيسه على يد موحده ومؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- لذا
فإن نتاج رموز هذا الشعر جزء لا يتجزأ من أمجاد الوطن وتاريخه ومن أمثلة ذلك على سبيل - المثال لا الحصر - أول قصيدة حربية (عرضة سعودية) قيلت بعد فتح الرياض مباشرة كما أوردها الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه «أهازيج الحرب أو شعر
العرضة» لشاعرها «الحوطي» - رحمه الله - ومنها:
دار ياللّي سعدها تو ماجاها
طير حوران شاقتني مضاريبه
صيدته يوم صف الريش ما اخطاها
يوم شرّف على عالي مراقيبه
جا الحباري عقابٍ نثّر دماها
في الثنادي على الهامه مضاريبه
عشقةٍ للسعود من اللّه أنشاها
حرّمت غيرهم تقول مالي به
ومنها:
ذِبح عجلان فيها ما تعدّاها
ماحلا عند باب القصر تسحيبه
ومن أشهر قصائد الحربيات (العرضة السعودية) التي واكبت مراحل توحيد وتأسيس الوطن قصيدة الشاعر محمد العوني - رحمه الله ومنها:
منّي عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبوتركي عَمَا عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامي الوندات ياريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقلطات والراي الصليب
وما التكريم الرفيع من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أطال الله عمره وأدام عزّه- المتمثّل بـ(وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى) للشعراء الكبار تقديرا لجهودهم في مجال الشعر الشعبي ومشاركاتهم الوطنية وهم كل من الأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبدالمحسن، وخلف بن هذال، إلا تكريم للشعر الشعبي الوطني المُشرِّف الذي يعتز به أبناء المملكة العربية السعودية قاطبة لأهمية أدواره في تاريخ الوطن الماضي ومواكبته للحاضر والمستقبل المشرق الزاخر
بإذن الله.
ولست بصدد الإشارة لشواهد من نصوص شعر كل ممن تشرفوا بنيل هذا الوسام الرفيع فهم جميعا أشهر من نار على علم وإبداعهم المنقطع النظير في مجالهم كالشمس التي تُشير لنفسها ولا يُشار إليها كما أن لهذا التكريم أسمى المضامين الرفيعة من أي زاوية تم تناولها للشعر الشعبي الوطني والشعراء الكبار الذين رفعوا ويرفعون رأس كل وطني غيور عاليا بمحتوى قصائدهم ومعانيها السامية ناهيك عن المنظور النقدي المنصف الذي سيخلّد هذه القصائد أبد الدهر.