الأبناء هم فلذات الأكباد وعتاد المستقبل الذين تُعقد عليهم الآمال العريضة وهم حجر الزاوية والركيزة الأساسية في كل خطط الدولة في مسيرة البناء.. الأبناء أمانة المولى عز وجل في أعناق الوالدين، بل كل أولياء الأمور ينبغي عليهم أن يؤدوا حق هذه الأمانة وأن يحملوها بالشكل الذي يرضي الله عنها، جاء في الحديث (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) لذا كان لزاماً عليهم أن يعملوا على تربية الأبناء وصلاحهم وغرس تعاليم الدين الحنيف فيهم.
ومن المهم معرفة من يجالسون ومن يخالطون لأن المرء من جليسه فقد جاء في الحديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، لذا يفترض على ولي الأمر أن يقوم باحتواء الابن وتلبية احتياجاته وعدم تركه في مهب الريح مهما كانت الحجج والأعذار دون متابعته بانشغال الوالد أو ولي الأمر بالأمور الحياتية لظروف العمل أو السفر، مهما كانت الظروف على ولي الأمر عدم ترك أبنائهم دون سؤال أو متابعة.. وإعطاؤه ما يحتاجه من مال (مصروف) على قدر استطاعته بالشكل الذي يسد حاجته ويمنعه من سؤال الغير وهم كثر يتربصون ويترقبون مثل هذه السقطات والإخفاقات فهي منفذ لهؤلاء المتربصين لينزلق أبناؤنا في طريق الشيطان، والعياذ بالله، فإذا أهدرت هذا الشاب فقد ضيعت رأس مالك.. غداً تقف بين يدي الله عز وجل، تُسأل عن فلذات الأكباد هؤلاء، كيف تمت تربيتهم؟
أولادنا أكبادنا يسيرون على الأرض يحتاجون إلى اهتمام كبير، عناية ورعاية تُبعدهم عن مزالق الهوى والشيطان وذلك، بوضع أقدامهم على الطريق المستقيم.. حيث هم أمانة نحن مؤتمنون عليها، ولاريب أن الأولاد قُرة أعين والديهم في حياتهم الدنيا وبهم تحلو الحياة ويرزقنا سبحانه وتعالى بسببهم وهذا مقرونٌ بتنشئتهم التنشئة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى مكارم الأخلاق وغرس المفاهيم الإنسانية في نفوسهم ليكونوا، عناصر خير إن شاء الله وذلك نتاج تلك التربية السليمة الأمر الذي نقطف ثمار ما غرسناه وينال الوالدان الأجر والثواب ويصبحون بإذن الله درعاً وسنداً لأولياء أمورهم، وتزين الحياة بوجودهم.
إن من أعظم النعم الدنيوية نعمة الأبناء ولا يشعر بهذا الفضل والنعمة إلا من فقدها، لكن الكثير من الناس قد رزقهم الله الأولاد وما عرفوا نعمة الله فيهم لقوله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إن تربية الأولاد مسؤوليه كبيرة وأمانة عظيمة نحن مسؤولون عنها بين يدي الله ومحاسبون على تفريطنا في احتوائهم .
إن التربية أيها الكرام مُبكرة لأبنائنا وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وهذا الذي يُفترض إن شاء الله وزرع الأخلاق الحميدة فيهم، خاصة المحافظة على إقامة وأداء الصلاة، كما جاء في الحديث النبوي (مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه احمد وأبوداود وهو صحيح.
خُلاصة الأمر أننا إن شاء الله إذا حرصنا على الأبناء كما أشرنا إليه أعلاه وزرعنا فيهم تلك القيم والمُثل من صغرهم خاصة الصلاة فهي حصن ودرع تقيهم شرور المُفسدين ومن يريد النيل من أخلاقهم وسلامة تربيتهم.
لا زلت أهمس في إذن كل أب وأم، بل كل ولي أمر أن يخاف الله في هذه الأمانة التي تطوق أعناقنا جميعاً وأن نحرص عليهم ونلتفت إليهم لأنهم غاليين على قلوبنا ونعم من نعم الله الكثيرة علينا، ويُعوّل عليهم الكثير إن شاء الله لحمل لواء المسؤولية في بلدنا المعطاء.
فابشر يامن سعيت لتربية أبنائك وأخذت بأيديهم إلى طريق الصواب، سوف تجني ثمار جُهدك إن شاء الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.