محمد الخيبري
يعيش وسطنا الرياضي في الوقت الحالي فراغاً رياضياً وسكوناً على مستوى الأندية والنجوم نتيجة انتهاء الموسم وتوقف المنافسات وعدم بداية معسكرات الأندية وانشغال اللاعبين بإجازاتهم الموسمية ..
ومايملأ هذا الفراغ ويحرك سكون الأندية لدى الجماهير هو تطاير الأخبار والإشاعات التي تخص الانتقالات والتعاقدات للاعبين المحترفين والمدربين ورحيل مجالس الإدارات وحضور مرشحين آخرين والإعفاءات والتعيينات خصوصاً الأخبار التي يتم تداولها إعلامياً عبر أي وسيلة وأي شخصية ..
وتوجهت الجماهير الرياضية نحو مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة باحثين عن أي معلومة تؤكد خبراً متطايراً عن ناديهم أو نجومهم أو من يرغبون تعاقد ناديهم معهم من لاعبين ومدربين أو حتى مرشحين لمجالس إدارات الأندية..
هذا الوضع والذي فرض على المتابعين الرياضيين لكرة القدم السعودية يتجسد لأول مرة خصوصاً بعد إعلان استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الجماهيرية في الخامس من يونيو الجاري وإبرام بعض الأندية عقود رعايات كبيرة وثبوت المداخيل المالية الهائلة للأندية سواء كانت دعماً حكومياً أو شراكات رعاية..
وبعد الظهور الإعلامي لسمو وزير الرياضة بعد المؤتمر الصحفي الذي أعقب إعلان خصخصة الأندية والذي لم يشبع رغبات الجماهير الرياضية على الرغم من أن الخطاب الوزاري من سموه كان في منتهى الاحترام لعقل المتلقي وكان يحتوي على عبارات حاول معها وضع المتابع الرياضي في الصورة..
البحث عن التفاصيل في القضايا الرياضية هو أسلوب «جماهيري عاطفي» على الرغم من عدم منطقيته في غالب الأحيان إلا أنه يجب أن يراعى من مُسيِّري الرياضة وذلك لخلق بيئة رياضية متوازنة نظراً لنمو وتطور العقلية الجماهيرية وسهولة الحصول على المعلومات الرياضية والتاريخية والإحصائية بكل سهولة..
الخطاب الإعلامي يجب أن يبتعد عن استفزاز العاطفة الجماهيرية خصوصاً بين إعلام وجماهير الأندية المتنافسة تقليدياً ومناطقياً وهو الأسلوب الذي ينتهجه بعض الإعلاميين المختصين بشؤون الأندية والذين لهم احتكاك مباشر مع الجماهير سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو بعض مجموعات «تطبيق الواتساب» على الأجهزة الذكية..
أيضاً الحضور الإعلامي الخجول من المسؤولين الرياضيين وأصحاب القرار في الأندية يساهم كثيراً في زيادة التوتر في الشارع الرياضي السعودي ويساعد في تنامي « الإشاعات « التي لاتخدم رياضتنا بشيء وقد تفقدنا بعض الأدبيات والمثاليات والجماليات التي تحضى بها الكرة السعودية والتي سبق وان نوهنا عنها في مقالات سابقة ..
تنامي الإشاعات وتطاير أخبار «المتمصدرين» ظاهرة غير صحية ومتناقض يتنافى مع أهداف رؤية المملكة « 2030» فيما يخص الجانب الرياضي الذي يشهد نقلة نوعية تستحق اتحاد كل الجهود في قمع كل مايسعى لإحباط المعنويات الرياضية خصوصاً في ردود أفعال الجماهير الوقود الحقيقي لأي تظاهرة رياضية..
هناك من يسعى لفائدة النادي الذي ينتمي له وهذا من أبسط الحقوق ولكن قد يكون ذلك على حساب الإضرار معنوياً ولوجستياً بالنادي المنافس عن طريق ضرب الجانب الجماهيري العاطفي لذلك النادي وهو ما يتناقض تماماً مع مبدأ التنافس الشريف وإن بني ذلك السعي والاستهداف على حسن النية من حيث المبدأ ولكنه مرفوض مضموناً على كل حال..
هذه الفلسفة لتكون منطقية يجب أن يكون هناك قانون ضد «تعمد» بث الإشاعات والأخبار المكذوبة دون تقديم اعتذار ضمني وذلك حفاظاً على التوازن الرياضي من جميع المستويات..
سن القوانين يجب أن تكون أيضاً وفق معطيات يساوي فيها القانون «المسيء» أو المتجاوز مهما كان وضعه الاجتماعي مع تباين العقوبات بين المتجاوزين كلٍّ فيما يخصه ونوع مخالفته وهذا مايحفظ للجميع حقوقهم..
قشعريرة
وحتى لاتكون «الإشاعات حقيقة» وأخباراً موثوقة يتم تداولها بين الجماهير فإن المراكز الإعلامية بالأندية يجب أن يكون لها حراك إيجابي في إيصال المعلومة الصحيحة للجماهير وابتكار نافذة للتواصل مع أغلب الجماهير للرد على استفساراتهم ومشاركتهم أخبار ناديهم بكل تجرد..