زكية إبراهيم الحجي
عيونٌ شاخصة وقلوبٌ متعطشة تنبض فرحاً وشوقاً.. ألسنة تلهج بالدعاء وتلبي النداء على ثرى عرفات في أعظم مشهد على وجه الأرض وفي أطهر بقعة من هذا الكون.. هبت نسائم الحج وحلّت أيامه المباركة فاستجابت وفود الحجيج لنداء الرحمن وتوافدت من كل فج عميق في رحلة إيمانية قاصدين بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام.. اللهم اجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً
وتزامناً مع موسم الحج وحرصاً على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام تسعى المملكة العربية السعودية في كل عام إلى تكثيف جهودها وتطوير خدماتها المقدمة لضيوف الرحمن.. فمعظم قطاعات الدولة المعنية بشؤون الحج تبدو أشبه بخلية نحل تعمل وفق خطط مدروسة لتطويع كافة الجهود ومضاعفتها بإتباع أفضل وأحدث الوسائل وذلك لتقديم خدمة استثنائية ومتميزة لضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام يأتي ذلك حرصاً من حكومة المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة «حفظهم الله» لتقديم صورة مشرفة تليق بمكانة المملكة العربية السعودية وأرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنبع الرسالة.. وتعكس مدى الاهتمام والرعاية التي يتلقاها الحاج من بداية وصوله وحتى عودته إلى وطنه
الحج رحلة روحية مباركة تشد المسلمين إلى ينابيع النور.. سفر لعبادة عظيمة ممزوجة بصور ومشاهد عميقة يتخيلها المسلم وذلك لأنها تُجسد خطوة بخطوة خطوات إبراهيم عليه السلام وزوجته وابنهما إسماعيل.. تُجسد التضحية العظيمة عندما أسكن إبراهيم عليه السلام ذريته في وادٍ غير ذي زرع ودعا الله أن يزرع الإنسان في هذه الأرض ملكات الخير.. واليوم نرى تلك البقعة المباركة وقد تحولت من وادٍ غير ذي زرع إلى ينبوع من النور
أيام مباركة يعيشها المسلمون فأينما قلَّبت ناظريك لن ترى سوى مواكب الحجيج وقوافل النور ألسنتهم تموج بالتكبير وهتافهم تسبيح وتهليل ونداؤهم تلبية.. مشهد يستنهض النفوس ويوقظ الضمائر رغم اختلاف الأجناس وتباين اللغات وتغاير الأوطان.