خالد بن حمد المالك
أكثر من مليوني حاج قدموا إلى المملكة من 160 دولة في أكبر تجمع إسلامي، مستفيدين من الخدمات المميزة التي تقدمها بلادنا ليؤدوا فريضة الحج بسهولة ويسر، رغم توافد هذا العدد الكبير من الحجاج، في فترة زمنية قصيرة، وفي مساحة محدودة من الأرض.
* *
هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج ما كانت لتتحقق لهم هذه الفرصة لولا التوسيعات الهائلة لبيت الله الحرام والأماكن المقدسة، والإمكانات الكبيرة، والخدمات التي لا حدود لها، ما جعل إمكانية استيعابهم ممكناً، لأداء هذا الركن من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً.
* *
ولا يقتصر هذا الاهتمام بضيوف الرحمن، ضيوف المملكة، على الوزارات والجهات المعنية، ولكنه يبدأ من الملك، حيث يشمل الحجيج برعايته واهتمامه الشخصي، حريصاً على راحتهم، متابعاً لأوضاعهم المعيشية والصحية والأمنية، منذ وصولهم إلى المملكة وإلى حين مغادرتهم لها سالمين غانمين.
* *
وها هو خادم الحرمين الشريفين، وفي جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، يؤكد على اعتزاز المملكة بخدمة بيت الله الحرام، ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم، وسلامتهم، وراحتهم، بأعلى درجات العناية، والحرص، والاهتمام بهم، وبجودة الخدمات التي تقدم لهم.
* *
وفي مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وللتأكيد على هذا الاهتمام، غير المستغرب، فقد نظر المجلس بتقدير إلى الجهود المبذولة من الجهات المعنية بشؤون الحجاج في تيسير وصول ضيوف الرحمن إلى الرحاب الطاهرة، والاستمرار في تحقيق مستويات مرتفعة من الخدمات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويتواكب مع ما أنجزته الدولة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من مشروعات تعد الأضخم في التاريخ.
* *
يقول وزير الحج الدكتور توفيق الربيعة: إن المملكة حكومة وشعباً تتشارك قدسية تأدية هذه الفريضة، وتسهيلها لكل ضيوف الرحمن، وترحب بهم، ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة ويسر، ضمن رحلة إيمانية ثرية، آمال أصحابها معلقة ببلوغ البيت العتيق، وإن الوزارة تعمل على راحة ضيوف الرحمن، وإن ما تم إنجازه على مدى سنوات مضت من خدمات روعيت فيها كل التفاصيل الصغيرة، وكان الهدف من ذلك راحة الحجاج.
* *
كل هذا تقدمه المملكة، وبكل هذا الاهتمام، وبالحرص من الملك وولي العهد، والالتزام بالتنفيذ بأعلى الدرجات من الأجهزة المعنية, إنما يؤكد على أن بلادنا لا تدخر وسعاً لخدمة الحجاج، ولا تبخل بما ييسر لهم حجهم، دون عناء أو تعب مهما كلفها ذلك من مال وجهد.
* *
إنها مناسبة عظيمة ومقدسة، ورحلة إيمانية تتكرر كل عام، فما أعظمها من رحلة، وما أجملها من مناسبة، وما أسعدنا في هذه البلاد، إذ كرّمنا الله بأن نكون سدنة بيت الله الحرام وخادميه، ومن نتشرف بخدمة ضيوفه على النحو الذي يرضي الله، فحيا الله ضيوف الرحمن، ضيوفنا حجاج بيت الله الحرام، وجعل حجهم مقبولاً، وسعيهم مشكوراً.