لَو كانَ يَخلُدُ بِالفَضائِلِ فاضِلٌ
وُصِلَت لَكَ الآجالُ بِالآجالِ
انتقل معالي الدكتور ناصر إلى رحمة الله يوم الجمعة 5-12-1444هـ، في مدينة جدة بعد حياة حافلة بالإنجازات والأعمال المشرفة في ظل دعم حكومتنا الرشيدة في إنشاء كثير من الطرق بالمملكة، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وكانت ولادته في المدينة المنورة عام 1358هـ، ونشأ وترعرع فيها حيث التحق بمدارس الكتّاب في مسجد قباء عند أحد المشايخ الفضلاء لتعليم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من قصار السور وبعض الأحاديث النبوية، وبعد بلوغه السابعة من عمره التحق بالتعليم النظامي حيث درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في المدينة المنورة، وبعدها انتقل إلى مكة المكرمة ملتحقاً بمدرسة تحضير البعثات الثانوية إلى أن نال الشهادة منها عام 1376هـ، وكان ترتيبه الثالث على مستوى المملكة في القسم العلمي.
وقد عمل في آخر مرحلة الثانوية مراقباً في مطار جدة ثم محاسباً في شركة الكهرباء حين كان ينتظر الالتحاق ببعثته إلى مصر.
فقد كان مكافحاً ومعتمداً على نفسه في طلب الرزق، وبعد ذلك سافر إلى مصر للالتحاق بكلية الهندسة المدنية بجامعة القاهرة رغم ترشيحه لدراسة الطب في البداية إلا أنه قبل توجيهه إلى مصر زار أحد معارفه في وزارة المواصلات وقابل هناك معالي الوزير محمد أبا الخيل والأستاذ محمد عبدالقادر علاقي اللذين كانا يعملان في مكتب وزير المواصلات آنذاك فنصحاه بأن يدرس الهندسة وأن لها مستقبلاً والمملكة مقبلة على نهضة.. وأقنعوه بالعدول عن الطب إلى الهندسة، وكان يحمدها لهم ويشكرهم على هذه النصيحة دائماً، وبعد أن نال شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة في الهندسة المدنية عام 1964م عاد إلى المملكة ليبحث عن عمل حيث التحق بوزارة المواصلات وعمل فيها مهندساً وكان أول عمل يُسند إليه هو الإشراف على طريق الرياض- صلبوخ مع المهندس نزار كردي، وقد عمل بجد ونشاط حتى أكمل المشروع بعد ذلك ابتعث لإكمال دراسته العليا في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل منها على الماجستير والدكتوراه عام 1973هـ.
ثم عاد إلى الوطن مكملاً عمله في وزارة المواصلات مديراً عاماً للمشاريع فوكيلاً مساعداً للشؤون الفنية فوكيلاً عاماً للوزارة بالإضافة لرئاسة ومشاركته في عدد من مجالس الإدارات الخاصة بالطرق والمواصلات، إلى أن صدر الأمر السامي الكريم بتعيينه وزيراً للمواصلات عام 1416هـ حتى عام 1424هـ ثم صدر الأمر الكريم بتعيينه أميناً عاماً لهيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وذلك عام 1424هـ.
وقد كان في عمله مواكباً للتطور والنهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية؛ فقد قام بعمله خير قيام وكان يقف على المشاريع بنفسه سواءً كانت في قمم الجبال أو السهول كذلك متابعة شق الأنفاق في الجبال الشاهقة في ظل دعم حكومتنا الرشيدة.
وقد حظي بتكريم في محافظة عنيزة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير القصيم - آنذاك - في الحفل الذي أقيم بمركز ابن صالح في عام 25-12-1433هـ.
وقد عانى في آخر حياته ببعض الأمراض المزمنة وظل صابراً محتسباً - رحمه الله رحمة واسعة-.
ولقد كان لي مع معاليه ذكريات جميلة وتواصل حتى قبيل وفاته بأسابيع، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم ذويه ومحبيه وأسرة السلوم الصبر والسلوان.
وباركَ الله في الأرض التي ضَمِنَت
أوصالَه وسَقَاها باكرُ الدّيَمِ
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء