مشعل الحارثي
جهود وإنجازات وزارة الحج والعمرة خلال السنوات القليلة الماضية وحتى عامنا الحالي 1444هـ ونحن نستقبل هذه الأيام وفود بيت الله الحرام في أعظم أيام الله وأعظم تجمع رباني عرفته البشرية، وقيامها بتحويل جزء كبير من أعمالها إلى النطاق الإلكتروني الرقمي على الأجهزة الذكية وشبكة الإنترنت هي في حقيقتها جهود تذكر فتشكر بل تدعو للبهجة والاغتباط وتشير بالبنان للإنسان والكيان وسلامة البنيان وأن له عمادا وأركانا، وعدة وعتادا ووثبة صادقة لأبنائه النجباء ورجاله النبلاء الأوفياء الذين حثوا الخطى واستبقوا الواقع لتحقيق أحلام الوطن وتطلعات قيادته الحكيمة بوطن شامخ رفيع الشأن والمكانة.
ومن منطلق اهتمامها وكونها الوزارة المعنية بشئون الحج والحجيج فقد سعت إلى إحداث نقلة نوعية في خدماتها وتنفيذ العديد من الأفكار والمبادرات والبرامج التي ترجمتها في باقة كبيرة من الوسائل التقنية والرقمية والتطبيقات الذكية التي ساهمت مساهمة كبيرة في حل الكثير من المشاكل ووفرت في الجهد والوقت والمال، إلى جانب ما وفرته من معلومات كبيرة للمستفيد من خدماتها وما تمتاز به من سهولة في إجراءاتها وموثوقيتها، ومن أمثلتها سرعة استجابتها لمبادرة ومشروع التحول الرقمي لأعمالها وتحقيقها لمتطلبات التحول الرقمي من خلال التطبيق الأمثل للمعايير الأساسية للتحول الرقمي ويتضح ذلك جلياً من خلال موقع الوزارة الإلكتروني الذي يشتمل على بوابات عديدة لتسهيل المعاملات الإدارية والاستعلام عن سيرها وإجراءاتها، واستخراج تصاريح الحج أو إلغائها، وتأشيرات العمرة، والاستعلام عن شركات ومؤسسات حجاج الداخل وشركات العمرة المرخصة، وخدمات اعتماد عقود السكن والإعاشة والنقل لحجاج الداخل والخارج، ثم منصة (نسك) المنصة الأحدث التي تحتوي على منظومة متكاملة من الخدمات تشمل أكثر من (121) خدمة متنوعة لتسهيل إجراءات قدوم ضيوف الرحمن منها (75) خدمة لقطاع الأعمال و(45) خدمة لقطاع الأفراد.
إلى جانب ما سبقها قبل ذلك من مبادرات ومنصات ومنها مبادرة طريق مكة التي استطاعت تقليل وقت إنهاء إجراءات قدوم الحاج إلى أقل من (3) دقائق وتم من خلالها إنجاز (1.82) مليون تأشيرة من (127) دولة، وتطبيق فكرة (الدليل الذكي) الذي يمثل تجربة افتراضية من خلال نظارة إلكترونية تحتوي دليلاً تفاعلياً يمكن الحاج من معرفة خطوات الحج والمشاعر المقدسة والإرشادات التوعوية قبل ذهابه إليها.
ومنصة (ضيف) الموحدة لتتبع حافلات شركات ومؤسسات نقل الحجاج والمعتمرين والزوار إلكترونياً، ومنصة (ارشدني)، وتطبيق (مناسكنا)، ولا ننسى ما قامت به في السنة الثانية بعد انتهاء وباء كورونا من تحويل موسم الحج إلى موسم رقمي بالكامل من خلال فكرة السوار الرقمي والبطاقة الذكية والتطبيقات الصحية وخدمات الطوارئ والخدمات المالية والترجمة والعشرات من الخدمات التي تجعل أعمال الحج وتنقلات الحجيج تتم بكل يسر وسهولة.
ولذلك ولكل ما سبق فليس غريباً أن تحصل وزارة الحج والعمرة على العديد من الجوائز والتكريم وتحصد الثناء والدعاء من الأمة الإسلامية على كل تلك الأعمال الجليلة والجهود الملموسة وأن تحظى بتكريم الدولة لها لتلك الجهود البارزة والمميزة وحصولها على جائزة قياس التحول الرقمي الحكومي العاشر 2022 وتفوقها في ثلاث فئات متنوعة ومنها فوزها بالمركز الأول على مستوى مرحلة التكامل من بين (54) جهة حكومية مرشحة، وحصولها على جائزة المركز الثالث على مستوى فئة الوزارات من بين (23) وزارة مرشحة، والمركز الثامن على مستوى الجهات الحكومية من بين (217) جهة مختلفة بنسبة 89.93 % لمساهمتها في تقدم المملكة في المؤشرات الدولية والارتقاء بجودة خدمات ضيوف الرحمن.
فأجمل التهاني والتقدير لوزارة الحج والعمرة والقائمين عليها هذه الجهود المباركة والملموسة ولكامل المنظومة التي تعمل معها من أجهزة حكومية ومؤسسات خاصة، وما جنته وتجنيه من قطاف ثمار النجاح الذي يمثل صورة من صور التحدي والعمل بتميز، وفي ظل حقيقة ثابتة مؤداها أن النجاح لن يصل إليه إلا من يستحقه بأهلية وجدارة، بل وفي صلب هذا النجاح ما يؤكد مضي المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة بخطوات واثقة وحثيثة نحو استكمال رؤية 2030 وتحقيق ما تسعى إليه من زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال (30) مليون معتمر بحلول عام 2030، وبعد أن وضعت خدمة الحجيج وقاصدي الحرمين الشريفين ضمن أهم أولوياتها كإرث حضاري سامٍ ومطلب أساسي وغاية لا تحيد عنها لنيل شرفها العظيم وفضلها الكريم، والعمل الدائب والمستمر لكل ما يسهم في استمرار عملية النمو التي تشهدها بلادنا بوتيرة عالية وصولاً لصناعة الغد الأجمل وتحقق طموحات المواطن وكل من تطأ أقدامه ثرى أراضيها الطاهرة وتكريس ريادة الوطن وتقدمه ورخائه واستقراره.