عبدالله عبدالرحمن الغيهب
كل شيء إلى زوال ويظل عملك وسيرتك يقول أحمد شوقي:
دقات قلب المرء قائلةً له:
إن الحياةَ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها
الذِكرُ للإنسان.. عُمرٌ ثاني!
سرعان ما تنطوي الحياة ويترك الإنسان كل متاع الحياة من أهل ومنزل ومال، ولا يبقى معه سوى عمله وسيرته، فالذكر الطيب يخلد الذكر، ويُبقي صاحبه وكأنه لم يمت، فالكثيرون يغفلون عن النهايات بفعل ما هم فيه من عافية وسعي حثيث بحثاً عن زيادة تضيف أرقاماً لرصيده، وهذا ليس مأخذاً، وقد قيل يكبر ابن آدم ويكبر معه خصلتان كما في الحديث: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال وطول العمر)، ولكن ومن جانب آخر لا ننسى أن للحياة أسلوب تعامل كلما كان محل رضى لدى الآخرين عاد على أهله بالذكر الطيب، فالسيرة مكتوبة أو منقولة كتابة أو شفاهة تعتبر عمراً ثانياً، كما يقول أحمد شوقي، فالناس تشهد لصاحب الذكر الطيب بأعماله؛ عبادات، صدقات، تعامل؛ فالكلمة الطيبة والابتسامة والسلام كلها تزرع المحبة في القلوب، ففي الحديث: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)، وأيضاً تبسمك في وجه أخيك صدقة. بهذه الأعمال تصنع سيرة جميلة تحيي بها ذكراك، وقد جاءت السنة لتؤكد فضلها ونفعها المجتمعي؛ فالمعروف لا يضيع ويبقى عبقاً يفوح به الزمان، يقول الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
لا شيء يضيع فالمعروف ذكر طيب بين الأحياء، وعمل صالح في الآخرة.