أحمد المغلوث
ما أكثر الأحلام التي كانت تدور في مخيلتنا ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية أو المرحلة المتوسطة عندما بدأ البعض منا يهتم بالقراءة والاطلاع، بل والاشتراك في حجز الصحف والمجلات التي كانت تصل إلى الأحساء متأخرة عدة أيام من خلال البريد، أما المجلات العربية خاصة المصرية واللبنانية فهي تأتي وأحيانا لا تأتي نظرا لمقص الرقيب أو لسرعان ما تختطف أعدادها من مكتبتي الشيخ عبدالله الملا الثقافية أو من مكتبة الطريري رحمهما الله وكلتاهما تقعان في سوق القيصرية بالهفوف. لكن علاقتي بالعم عبدالله ومعرفته الشديدة لحرصي على حصتي الأسبوعية وحتى الشهرية من الصحف والمجلات جعلته حال وصول المجلات العربية يحجزها فورا فهو يعرف جيدا أنني سوف احضر لاستلامها. كنا نحلم ومن خلال تداعيات القراءة والاطلاع بأن نشاهد وطننا الحبيب كما هي حال بعض الدول العربية والعالمية وذلك من خلال مشاهدتنا للصور وكيف كانت تنقل لنا مشاهد مصورة عن القاهرة وبيروت وبعض الدول الغربية المختلفة على هامش نشرها للتغطيات الاخبارية المختلفة مع متابعتها المصورة للأحداث في العالم كانت هذه المجلات هي النافذة الواسعة التي تجعل القارئ لها يحلم أن يشاهد وطنه متطورا ومتناميا أحلام تتجاوز حدود المكان والزمان وتجعلنا نتطلع لرؤى وطنية سعودية مشبعة بالحب والولاء للقيادة وتطلعات تلاميذ هذا الوطن الذي أحببناه من لحظة ولادتنا في هذه الحياة. ومع الأيام وعندما بتنا في مراحل الشباب بدأ الوطن يتطور يوما بعد يوم ومعه انطلقت أحلامنا بسعة الوطن. واليوم ووطنا قد حقق الكثير الكثير في مختلف العهود ليصل إلى قمة التطور والتنمية من خلال تنفيذ رؤية ولي عهدنا المحبوب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والذي انطلق خلال سنوات قصيرة في عمر الزمن إلى آفاق بعيدة وشامخة في مختلف المجالات، بل حقق أحلاما لوطننا ومواطنينا لم يكن أحد يتوقعها فنحن في نظر البعض من الحاقدين والحاسدين ما زلنا «بدو» يرعى الخراف ويركب الجمال. ومع هذا وصل أبناء البدو إلى الفضاء. وحققوا إنجازات مدهشة ومذهلة جعلت العديد من قادة العالم ينحنون لقادتنا تقديرا واحتراما بل بعضهم وبدون تردد راح يتحدث عما يحدث في وطننا من رؤية ثاقبة واسعة الأفق وها هو الرئيس ترامب الرئيس الأمريكي السابق يعبر ببساطته عن حبه للأمير محمد وللشعب السعودي. الذي يتابع ما تنقله لنا مشاهد لتعليقات كبار السيسيين وكتاب الرأي من المشاهير في العالمين العربي والغربي يجد جل تعليقاتهم وتحليلاتهم تتحدث بتقدير عن المملكة وقيادتها الحكيمة التي استطاعت أن تفرض نفسها على العالم. وها هو الإنجاز الكبير والإعجاز العظيم الذي تحقق خلال موسم حج هذا العام وكيف نجح بامتياز. وكلمة الحق تقال إن ذلك لم يتحقق إلا من خلال خطط واستراتيجيات أعدتها قيادة الوطن الحكيمة والتي كانت تضع من ضمن أولوياتها أن خدمة ضيوف الرحمن لها الأولوية. فلم تردد مختلف القطاعات أن تقدم خدماتها بصورة مثالية جعلت الحجاج يرفعون أكفهم شاكرين قيادة الوطن ورجال المخلصين في مختلف القطاعات وما أكثرها لقد تحققت أحلامنا وبات وطننا شامخا كمنارات الحرم. مشرقة شمسه التي أنارت فضاءات للعالم وما قدمته المملكة من خدمات وعبر العديد من الأجهزة الحكومية والخاصة ذات العلاقة وكل ما له علاقة بالحج. وهذا بلا شك لم يتحقق إلا من خلال ما ضخته «الدولة» من مليارات الريالات من أجل أن ينعم كل ضيوف الرحمن بحج مبرور وسعي مشكور وبدون مشقة، بل بمتعة وهو يؤدي مناسك الحج بكل يسر وسهوله تحت عيون الآلاف من رجال الوطن وفي كل قطاع.. وتحت رعاية قيادة وطن واهتمامهم. حفظهم الله وألف ألف مبروك النجاح العظيم.