عبده الأسمري
تنقضي سنين الحياة ما بين دراسة وعمل ووسط حقائق وعوائق ومن أمنيات ومطالب إلى مصائر ونتائج.. ويظل الأنسان خلالها مشفوعاً بتربية ومدفوعاً بتوجيه وتمر محطات «العمر» ما بين خطوط من الأهداف والآمال واتجاهات من النصيب والحظ. تأتي المعرفة كمادة «خام» تتشكل منها «خرائط» الوجود وتتمثل فيها «وسائط» الحضور وتتعالى منها «اتجاهات» الفوائد وتتجلى فيها «أبعاد» العوائد في ظل حياة تنصف «التأثير» وتعترف بالأثر ليكون الناس فيها «شهوداً» على البصمات والأعمال خلالها «شواهد» على السمات.
تولد «المعارف» من رحم «التعلم» الذي يفتح دروبه أمام الإنسان منذ اشتغال «العقل» واشتعال «الفكر» بحثاً عن تغذية «الذهن» بالجديد والمتجدد في اتجاه العلوم والثقافات والمستجدات والاختراعات والابتكارات والتحولات في تخصصات مختلفة ليعلن «العقل» البشري ارتباطه بهذا التوجه وصولاً إلى إشباع الغرور الذاتي والاستطلاع الشخصي بجرعات متتالية من المعرفة لا تتوقف إمعاناً في الحصول على «كنوز» جديدة تعطي للحياة مذاقاً آخر وتمنح للعيش اشتياقاً مختلفاً. رغم توالي الأزمنة وتغير الأمكنة ودخول المتغيرات وتبدل الأحوال وتغير المصائر إلا أن «المعرفة» هي الضياء الذي ينير «مسارب» الجهل وهي السخاء الذي ينتج من «مشارب» العقل وتبقى المجتمعات المتمسكة بها الأكثر رقياً والأعلى حضارة والأمثل تطوراً في ظل تحولات تحاول تغيير مسار «المعارف» من الأصول والأركان والأسس في «زيف» تقني و»تزييف «بائس لنقلها إلى «الساحات» المفتوحة في حرب تختلط فيها مآرب «الجاهلين» مع مطالب «العاقلين» والتي ستنتهي حتماً بانتصارها وفق سلطة «المعايير» وسلطنة «المقاييس» التي ترجح «كفة» الأصالة المرتبطة بالتطوير على البلادة المترابطة بالتغيير.
في مجالات «الإنجاز» الحقيقي يعلو صوت «المعارف» ويتباهى صدى «المشارف» وتأتي كلمة «الفصل» لإنتاج العقول في ميادين «التنافس» فمن ارتفعت همته اعتلى المراتب بمعيار «التفوق» الذي يجعل «البشر» في سباق نحو «المعرفة» الحقيقية التي تحتم سيطرة «الفكر» وتقتضي «هيمنة» التفكير للخروج بإنجازات تدهش العالم.
ما أبغض التفاهة.. التي تمثل وجه «الجهل» المقيت لذا فإن التافهين في منأى عن ساحات «المعارف» النقية التي ترفض دخولهم إلى حدودها لامتلاكها «السياج» الكفيل بحمايتها من «فضول» السفهاء و»فصول» البلداء.
في كل الحقب الزمنية كانت ولا تزال وستظل «المجالس» الثقافية و»المحافل» الأدبية وبلاط السلاطين ساحات معرفية توقر «العالم» وتقدر «الأديب» وتحترم «المثقف» وتشيد بالمتميز وتحتفي بالمتفوق وتحتفل بالمؤلف لذا ظلت تلك «المواقع» منابع حقيقية لا تنضب من الاحتفاء بالمعارف التي تنقل المجتمعات إلى المشارف والتي تكفل لكل مجتمع ترسيخ البصمات على صفحات التاريخ.
للمعارف مفعول عجيب «طويل» الأمد يسهم في «ترتيب» مواعيد الإنجاز على أسوار «التنافس» لاحتوائه على «مركبات» مذهلة من المنافع و»تركيبات» فاخرة من الفوائد تنعكس بالنماء على حياة «البشر» وتؤصل معاني الانتماء للمجتمع والتي تتطلب أن يكون الفرد عضواً صالحاً يمثل «عدداً صحيحاً إيجابياً» يسهم في التطوير والتجديد والابتكار من خلال همة «العقول» اللاهثة وراء «إضاءات» المعارف والتي تمضي بالإنسان إلى حيث «النور» في كل آفاق التقدم والازدهار والانبهار.
يعد استثمار «العقول» اعلى أنواع «الاستثمارات» متانة ومكانة في سوق «التنافس» العالمي في كل المجالات فمن العقل تخرج وتتبلور وتنتج أكبر «مشاريع» الفكر والتي تعتمد على «التفكير» وتتعامد على «التدبير» تحت عنوان عريض وهو «المعرفة» التي تأتي منها كل «تفاصيل» المستقبل وتنطلق من منصتها شتى «استراتيجيات» الغد.
يتنافس العالم منذ عقود في «خطط» معلنة وتتباهى الدول والحكومات بإنتاج «معلن» على منصات «الفخر» و»محافل» الاعتزاز في وقت تعمل فيه بعضها على «مشاريع» معرفية في حيز «الكتمان» إمعاناً في تهيئة العقول وتسخير الأفكار إلى «إنتاج» فريد يصنع «الانفراد» على خارطة السباق الحقيقي في ميادين المعرفة.
متون «المعارف» وحدها «القادرة» على صناعة «التمكين» من أصل «اليقين» بالأمنيات و»التيقن» بالإمكانيات من خلال تسخير «العقول» البشرية وتأسيس «الأصول» الفكرية وتهيئة «الفصول» المستقبلية للوصول إلى مستويات «المشارف» التي تضمن حجز «المراكز» المستحقة للمتسلحين بالمعرفة وفق أسبقية «الإنجاز» وأحقية «الاعتزاز».