متابعة - محمد العيدروس:
الأقمار والتقنيات ضبطت إيقاع الطقس للحجاج
قدم المركز الوطني للأرصاد ومن خلال منظومة متكاملة من التقنيات والقدرات البشرية والفنية عملاً موسسياً ممنهجاً في أعماله خلال موسم حج هذا العام، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الحكومة الرشيدة الرامية إلى تسخير الطاقات والإمكانات كافة لتوفير الاحتياجات والقدرات التي تسهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وتابع الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام بشكل مباشر تنفيذ الخطط التنفيذية لمراقبة الأجواء على مدار الساعة التي شملت المشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمطارات والمنافذ والطرق السريعة المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك وفق أحدث التقنيات والبرامج الأرصادية الحديثة والمتمثلة في المراصد على مستوى المملكة ورادارات الطقس وصور الأقمار الصناعية والنموذج العددي السعودي، إضافة إلى المراصد المأهولة والمحطات الأتوماتيكية والمتنقلة بالمشاعر المقدسة، ووجود غرفة عمليات متكاملة بمشعر منى يعمل بها نخبة من المختصين ذوي الكفاءة والقدرة العالية في تخصصاتهم لتحقق أقصى درجات الدقة في التوقعات لخدمة الجهات المستفيدة وضيوف الرحمن.
وقدم المركز الوطني للأرصاد خلال موسم حج هذا العام تقنيات جديده هذا العام تمثلت في زيادة عدد المحطات الأتوماتيكية في المنطقة المركزية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لزياد التغطية الجغرافية ودقة المعلومات, وكذلك تسيير معدات وتقنيات رفع الجاهزية وإطلاق نافذة خاصة بمعلومات الطقس على مدار الساعة بعدد من اللغات, وأيضًا عقد شراكات مبكرة مع القطاعات المعنية بتسيير وتنظيم أعمال حجاج بيت الله في المشاعر لتوفير المعلومات الأرصادية والمناخية المبكرة لإعداد الخطط التنفيذية والتشغيلية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
تخصيص مركز إعلامي على مدار الساعة
خصص المركز الوطني للأرصاد، مركزاً إعلامياً وتوعوياً يعمل على مدار الساعة خلال موسم حج هذا العام لخدمة وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية والأهلية، وأيضاً برامجه التوعوية لحجاج بيت الله الحرام، حيث يقوم ببث نشرات الطقس اليومية إضافة إلى بث رسائل توعوية بلغات متعددة لتساعد الحجاج والجهات العاملة على تيسير حركتهم داخل المشاعر المقدسة في اتخاذ الإجراءات المناسبة بالطقس.
مشاركة في التحليل والمراقبة
شهد موسم حج هذا العام مشاركة المركز الإقليمي للتغير المناخي، وكذلك المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية بهدف دراسة ومراقبة كل ما يتعلق بالمتغيرات المناخية وتحليل المعلومات والظواهر الجوية على المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين.
تنبيهات الإنذار المبكر لأحوال الطقس في الحج عبر «توكلنا خدمات»
أتاح المركز الوطني للأرصاد بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، خدمة متابعة تنبيهات الإنذار المبكر عن حالة الطقس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عبر تطبيق (توكلنا خدمات)، بحيث يمكن للحجاج الاطلاع على حالة الطقس أولاً بأول، وذلك في إطار التعاون بين القطاعين بهدف توظيف البيانات والذكاء الاصطناعي في الارتقاء بخدمات القطاعات الحكومية العاملة في الحج.
وتشمل خدمة تطبيق «توكلنا خدمات»، استعراض حالات الطقس لمناطق المملكة كافة، من خلال تطبيق (توكلنا خدمات)، وخلال موسم الحج يمكن الاطلاع عليها في المشاعر المقدسة على مدار الساعة، وإرسال التنبيهات والتحذيرات من تقلبات أحوال الطقس، من حيث الأمطار ودرجة الحرارة وحركة الرياح، بوصف هذه الخدمة جزءًا من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية ضمن تكاملها لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وتأتي هذه الخطوة في إطار مذكرة التفاهم التي وقعها المركز الوطني للأرصاد مع (سدايا) لدعم التعاون في مجالات الابتكار وتطوير التقنيات الحديث، والقيام بالعديد من المبادرات الوطنية للاستفادة من تقنيات مجالي البيانات والذكاء الاصطناعي.
** **
حجاج: عمل مؤسسي واكب العالم الرقمي
اعتبر عدد من ضيوف الرحمن الخدمات التوعوية والرسائل الإيضاحية التي وصلتهم عن طريق رسائل الجوال وبقية التطبيقات حول أوضاع الطقس ودرجات الحرارة بأنها عمل مؤسسي وتقني يواكب العمل الرقمي. ووصف عدد منهم في تغريدات وتعليقات على تويتر والفيس بوك، ما قدمه المركز الوطني للأرصاد في المملكة بأنه انعكاس لتكامل منظومة عمل حكومي سخر لخدمة ضيوف الرحمن. وقالوا: إن معرفة طبيعة الطقس والتوقعات المحتملة أفاد الحجاج كثيراً، وتحديداً كبار السن وذوي الظروف الصحية في عملية أخذ الحيطة والحذر عند التنقل. وعلق حاج آخر: أنا قدمت من بلد بارد نسبياً، وقيل لي إن أجواء المشاعر المقدسة حارة جداً.. ولكن لم أكن أعلم بساعات شدة الحرارة وتقلباتها، وقد فادتني رسائل الأرصاد السعودية في نوعية ما سوف أرتديه وأنا في طريقي للمشاعر أو المدينة المنورة.
** **
1700 نشرة جوية و150 مادة إعلامية وتوعوية بأربع لغات
أعلن المركز الوطني للأرصاد، نجاح أعماله التشغيلية لموسم حج هذا العام 1444هـ، حيث أثبتت الإمكانات والقدرات التقنية والبشرية كافة، كفاءتها في تحقيق توقعات دقيقة، وتمريرها مباشرة للأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات. وتمثلت جهود المركز خلال موسم الحج في عدد من الأعمال؛ بواقع 1700 نشرة جوية سماعية، و150 مادة إعلامية وتوعوية مترجمة بأربع لغات، و96 توقعًا خاصًا بالملاحة الجوية، و13 تقرير طقس خاصًا، و13 تنبيهًا جويًا على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. كما أسهم المركز في الشراكة المعلوماتية اليومية بأربع لغات مع الجهات المستفيدة الإعلامية منها والخدمية.
وأوضح «الأرصاد» أنه قام بدوره وفق منظومة متكاملة من الخدمات التي انطلقت في منتصف شهر ذي القعدة الماضي، حيث عمل المركز على تقديم كل ما من شأنه تحقيق أهدافه في دقة المعلومات الأرصادية والمناخية التي كان لها الأثر الإيجابي -ولله الحمد- في خطط الجهات العاملة ميدانيًا في خدمة حجاج بيت الله، من خلال التنسيق المستمر مع مختلف الجهات الأمنية والمدنية العاملة في الحج وتمرير المعلومات كافة، وعلى مدار الساعة، لتسيير حركة ضيوف الرحمن في المشاعر. وأكد المركز أن هذا النجاح من خلال منظومة متكاملة من الأعمال التشغيلية والتقنية ذات العلاقة بإصدار النشرات الساعية والتنبيهات المتعلقة بالحالات الجوية على المشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمطارات والمنافذ والطرق السريعة المؤدية إليها، مستخدمة في ذلك أحدث التقنيات الخاصة بالأرصاد ورادارات الطقس، وصور الأقمار الصناعية، وخرائط الطقس المتمثلة في النموذج العددي السعودي لتوقعات الطقس، إضافة إلى المراصد المأهولة والمحطات الأتوماتيكية والمتنقلة بالمشاعر المقدسة.
** **
«رذاذ الماء» يتطاير لتلطيف الأجواء وتخفيف الحرارة
تُضخ نقاط رذاذ الماء الموزعة في أرجاء مشعر منى وتتطاير تلطيفاً للأجواء، وتخفيفاً للحرارة على جموع الحجاج. وتسهم هذه الطريقة في تخفيض درجة الحرارة من 5 إلى 7 درجات، إذ تشهد المشاعر المقدسة بحسب المركز الوطني للأرصاد، درجات حرارة تتراوح ما بين 42 – 45 درجة مئوية خلال موسم حج هذا العام 1444 هـ.