عثمان بن حمد أباالخيل
الثقة هي مصطلح نفسي واجتماعي يربط العلاقات الإنسانية بعضها ببعض مثل الحب والتضحية والتسامح لكن تلك العلاقات تنهار حين تنعدم الثقة ويحل مكانها الشك. الثقة هي التي تجعل الحياة بمجملها حياة آمنة مستقرة وجميع البشر بحاجة للثقة بالآخرين فكيف بين الزوج وزوجته وهي علاقة سرمدية بمشيئة الله. هل صحيح وسائل التواصل الاجتماعي خلقت أزمة ثقة بين الزوجين؟ أم أنه اتهام لتبرير عدم الثقة؟ هل صحيح إعادة الثقة بين الزوجين تحتاج وقتاً طويلاً أم أنها لحظة صفاء وتعود المياه إلى مجاريها. (ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة). - أمين الريحاني.
حُسن النية وحسن الظّن ومنح الثقة المطلقة ينهي أزمة الثقة بين الزوجين هل هذا صحيح في واقعنا الاجتماعي أم أنه خَيال من كوكب آخر لستُ أدري، من صور انعدام الثقة بين الزوجين كذب الزوج وكذب الزوجة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وعليكم أن تتخيلوا صوراً أخرى لأزمة الثقة وهي كثيرة. بدأت نسمات عدم الثقة بين الزوجين تدخل نوافذ بعض البيوت غير المستقرة وعلى الجميع إغلاق تلك النوافذ بالمحبة والتسامح وقتل الشك في مهده وإلقائه في مهب الريح. الكذب هو الخطوة الأولى في سلم عدم الثقة والكذب بين الزوجين يأخذ أشكالاً مختلفة وليس هناك كذب أبيض كما يحلو للبعض أن يسموه فالكذب ليس له إلا مسمى واحد ونكهة واحدة ولون واحد. لكن الكذب بهدف الإصلاح بين الزوجين محبب ما رواه مسلم في صحيحه أن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ولم أسمعه أي الرسول صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. إنّ مدح الزوجة لزوجها والعكس بالكذب والذي يهدف للحياة الزوجية المستقرة فهو أمر محبب ويسعى إليه أصحاب القلوب الخيِّرة. لكن الإفراط في الثقة طريق له مضار كبيرة وسلوكه يؤدي إلى نهاية غير معروفة إذا لمْ تكنِ الثقة في مكانها. إنّ علاج انعدام الثقة ليس بالأمر السهل والهين حيث يحتاج إلى وقت وإلى حوار وحسن نية لكنه ليس بالمستحيل فليس هناك مستحيل مع وجود التوجهات السلمية وصفاء النية ودخل الحب الحقيقي للقلب ومات الشك بين الزوجين وأوصدت الأبواب التي تؤدي إلى فقدان أو انعدام الثقة.
اهتمام الزوجين بعضهما ببعض وإظهار الجوانب الحسنة واختيار العبارات الجميلة وتبادل الهدايا والحوار الإيجابي المفقود في معظم بيوتنا طريق إلى إعادة الثقة. جميع الأزمات تُحل إذا أراد الإنسان ذلك ومبدأ التوازن واختيار مبدأ (الكل فائز) كفيل بعودة الحياة الزوجية السعيدة واخضرار الأرض واشتعالها بالأزهار والفراشات الجميلة الناعمة وعودة الثقة المفقودة. كذلك فإنّ الخصوصية بين الزوجين وكتمان الأسرار التي بينهما يعزز مبدأ إعادة الثقة.
همسة: الاعتراف بالأخطاء من الزوجين من شأنه أن ينشر جواً من الثقة بينهما ويرأب الصدع وتعود المياه الى مجاريها.