«الجزيرة»- المحليات:
أعلن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، عن تحقيق أهداف حملته المكثفة لموسم الحج هذا العام، والمتمثلة في ضمان جودة الأوساط البيئية للمواقع التي يمر بها أو يسكنها الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وفق معايير الاستدامة لنظام البيئة ولوائحه التنفيذية.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي المهندس علي الغامدي، اكتمال خطة الرقابة البيئية لحج هذا العام بتنفيذ 1350 جولة ميدانية -شملت مواقع مختارة بعناية- في النطاق الجغرافي لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وجميع الطرق المؤدية إليها، وأن نتيجة هذه الجولات كانت مطمئنة وبمؤشرات صحية، تضمن سلامة الأوساط البيئية لضيوف الرحمن من أي ملوثات في الهواء أو الماء أو التربة.
وأشار الغامدي إلى أن العمل في الحج يأتي امتداداً للعمل طوال العام، عبر مراجعة جميع المنشآت الممنوحة تراخيص وتصاريح بيئية، من أجل التأكد أنه لا يوجد لها أي أثر بيئي سلبي يسبق وصول الحجاج، مضيفاً أن المركز يراقب الالتزام البيئي لجميع الأنشطة ذات الأثر البيئي في المجالات التنموية كافة.
ونوّه الغامدي بأن المركز واظب على نشر مؤشرات جودة الهواء الصحية يومياً منذ بدء موسم الحج، تماشياً مع تنقل الحجاج أثناء تأدية مناسكهم، وأن عملية قياس المؤشرات تتم عبر 18 محطة لقياس جودة الهواء وأجهزة متنقلة، يحملها عشرات من أخصائيي البيئة، يرصدون ميدانياً معايير الجودة، وترسل البيانات المتوافقة مع لوائح نظام البيئة إلى شبكة رصد مركزية، تعمل على تحليل آني لستة ملوثات للهواء كل خمس دقائق، وفق المعايير الدولية المعتمدة لقياس جودة الهواء، فيما تم بشكل مواز ومستمر عمليات سحب العينات من التربة ومجاري السيول والآبار التي تحيط بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن عملية سحب العينات وتحليلها مستمرة حتى بعد انتهاء موسم الحج.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز أن أي مخالفات بيئية رُصدت قبل موسم الحج، تم ضبطها، والمطالبة بإعادة تأهيل المواقع المتدهورة، وإلزام المخالف بتصحيح ما تسبب به من ضرر، مشيراً إلى أن صلاحيات المركز تنص على منع أي ممارسة نشاط يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر يضر بالأوساط البيئية «الماء والتربة والهواء»، أو يلوثها، أو يؤثر سلباً على الانتفاع بخواصها الطبيعية، أو حتى عدم اتخاذ أي من هذه المنشآت للتدابير اللازمة للحد من هذا التلوث، ومعالجة مصدره أو تجاوز مقاييس حمايته، وعدم إبلاغ المركز فور رصد هذا التلوث.
وفي السياق ذاته، عمل المركز لأول مرة في موسم الحج على قياس مستوى الضوضاء، وضبطها والحد منها عبر الإبلاغ عن مصادرها للجهات المعنية، كي يشعر ضيوف الرحمن بالراحة والسكينة أثناء تأدية مناسكهم.
كما نجح المركز في إحدى مهامه الرئيسية للحج والمتعقلة بالإرشاد البيئي عبر تقديم رسائل توعوية بثماني لغات بدءًا بالعربية والإنجليزية والصينية والفرنسية والروسية والفارسية والإسبانية والأوردو، واستطاع الحجاج الوصول إليها بواسطة باركود تمت طباعته على مظلات شمسية، وزعت على شريحة واسعة من الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، فيما استمر تقديم الأدلة الإرشادية التوعوية لموظفي الجهات الحكومية، وبناء مؤشرات أداء لـ18 جهة، روعي فيها تحسين مستوى الأداء لجميع العاملين في الحج للمواسم المقبلة.