دهام بن عواد الدهام
مهلاً ليس هناك خطأ في العنوان ربما تعرفون ما هي منظومة الأعمال العالمية التي تأسست من القرن الثامن عشر تستضيف معرضها كل خمس سنوات في إحدى العواصم أو المدن التي تمتلك الإمكانات والمنتجات الصناعية والعلمية والاقتصادية والثقافية تعرضها للعالم على مدى ستة أشهر، فمنذ أول معرض إكسبو في العام 1851 والذي عُرف باسم «المعرض العظيم»، لا تزال معارض إكسبو من أكبر وأهم الأحداث الدولية. وعلى امتداد ستة أشهر، تستقطب معارض إكسبو ملايين الزوار الذين يكتشفون أجنحة المشاركين، والفعاليات المختلفة التي يقوم المشاركون بتنظيمها، بما في ذلك دول وشركات ومنظمات دولية لما له من تأثير مباشر وغير مباشر على مستوى الاقتصاد والاستثمار في الساحة المحلية، وفي آخر أربع محطات حل فيها المعرض وهي أتشي (اليابان) شنغهاي (الصين) ميلانو (إيطاليا) ودبي (الإمارات) وسيحط عام 2025 في طوكيو (اليابان) كلها قدمت ما لديها من ميزة وتميز قدمتها للعالم للكسب أو للجذب وهو من أهم مخرجات هذا المعرض، نسبة إلى عدد زائريه والتسليط الإعلامي العالمي عليه.
طموح الرياض اليوم إن شاء الله أن يكون هذا الطموح على أرض الواقع (2030) وأن تقدم نسختها من إكسبو فريدة من نوعها لما للرياض (المملكة) من أهمية على الساحة الدولية والإقليمية ومقوماتها الداخلية بكل معاني المقومات فهي قبلة المسلمين وتمثل أكثر من مليار مسلم في القيم والمبادئ إسلامية العريقة التي تخدم البشرية في المحبة والسلام تبقى الرياض واحة تستقطب الماضي والحاضر وتبني للمستقبل في نهج مدروس بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ويقوده صاحب الرؤية 2030 سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله، أقول تكسب Expo الرياض باستضافة هذه المحطة بالإرث الحضاري في مملكتنا العزيزة من شمال المملكة والتي تنظم أول مستوطنة بشرية مروراً بالعلا ومدائن صالح وآثار الفاو ومنطقة الأخدود حضارات الماضي سجلت اسمها في سجل التراث العالمي للآثار يضم سجل التراث العالمي (تحت مظلة اليونيسكو) عدداً من المواقع السعودية هي ( مدائن صالح، حي الطريف بالدرعية، جدة التاريخية، الفنون الصخرية في حائل، ومنطقة حمى الثقافية في نجران، واحة الأحساء) إضافة إلى مواقع أخرى في القائمة المؤقتة.
حضارة السعودية العظيمة اليوم، انطلقت عام 1727م حين أسست هذه الدولة نهجاً حضارياً يكسب العالم من رؤيته الإيمان والطموح والقدرة على الإبداع. الرياض تحتضن وفي طور الولادة أكبر حديقة مفتوحة في العالم حديقة الملك سلمان 16كم مربع وحديقة الأمير محمد بن سلمان النوعية إلى جانب حديقة الملك عبدالله أكبر حديقة مغطاة بالعالم 2 مليون متر مربع ومن خلال المشاريع العملاقة الحديثة في العاصمة التاريخية لهذه الدولة (الدرعية) ممثله بأكبر مدينه طينية تراثية فيها (حي الطريف) وبقربها مشروع القدية والتي تعتبر أكبر واحة ترفيهية عالمية في قلب الصحراء وأكبر من ديزني لاند بمرتين ونصف الرياض وأكبر متحف إسلامي مفتوح إلى جانب أكبر معرض فني الرياض ارت اليوم وأطول برج تراثي في العالم برج طويق. ليست مجرد حجر يبنى أو برج يقام هذه المشاريع العملاقة من أجل رفع جودة الحياة في هذه العاصمة الأبية، شاب وشابة من أبنائها قد عادا للتو من الفضاء بعد رحلة إلى المحطة الدولية الفضائية قاما من خلالها بعدد من التجارب العلمية التي تخدم الإنسان في المقام الأول وحتى البيئة (والتي تحظى باهتمام عالمي) لم تغب عن أهداف هذه الرحلة الفضائية في تجربة الاستمطار الصناعي لما يخدم البيئة (ضمن المنهج العالمي لتأثيرات المناخ) وطموحات سمو سيدي ولي العهد في المبادرة التي أعلنها وجار تنفيذها في الشرق الأوسط الأخضر وفي السعودية الخضراء، العالم اليوم يتنادى حفاظاً على المناخ والبيئة وبلادي تسير في هذا الركب بكل ثقة وإتقان, الإنسان في السعودية يمتد ثقافياً حضارياً مع دول الجوار والعالم في التفاعل الإيجابي من خلال المناقشات الثقافية والرياضية والعلمية صغارها قبل كبارها في حالة إبداع في المسابقات العلمية وفي مجال الاختراعات وشاهد على هذه النجاحات مسابقة (إنيل آسيف) للعلوم والهندسة التي قادها صغار طلابنا من بنين وبنات في حفلة علمية عالمية وفي سنوات عدة ومسابقات مختلفة يحصدون الفوز والإبداع وفي المجالات الثقافية تشع الرياض على العالم سنوياً بمعارض للكتاب وندوات ومؤتمرات نوعية وثقافية تتوج بوضع بصمة على الساحة الدولية من خلال المناشط الرياضية المتعددة، تتوج هذه المكانة الدولية لبلادي القدرة العالية في التنظيم العالي لأكبر ملتقى عالمي سنوي وهو موسم الحج والذي تستقبل فيه المملكة ملايين الحجيج في ظل محدودية المكان والزمان وتقيم وتدير أكثر من ثاثة ملايين إنسان وتوفر كل متطلباته في أفضل تنظيم على أرض الواقع في أنجح عمليات إدارة هذه الحشود وما يوفر لها سبل السلامة والاطمئنان لأداء نسكهم بيسر وسهولة كنموذج فريد في فن الإدارة وتوفير كل سبل الحياة من احتياجات وطبابة قلما تجد مثلها في (مدن تنشأ) لأيام معدودات (توفر 250 ألف رجل أمن 35 ألف ممارس صحي 130 مركزاً صحياً 1327 مسعفاً 40 مستشفى 112 مركزاً صحياً وعلاجاً وطبابة مجانية من أكبر عمليات القلب المفتوح إلى علاج الزكام) هذه القدرة والعطاء جزء بسيط في كفاءة المملكة لاحتضان لمثل هذه المناسبات.
الرياض ستكون النقلة النوعية على خارطة الحدث (إكسبو) إن شاء الله 2030، وما رعاية سمو لي العهد حفظه الله لتقديم الرياض لهذه الاستضافة والتي كانت من خلال حفل الاستقبال الذي رعاه سمو الكريم في باريس مؤخراً إلاّ دليل على الرعاية العليا لهذا الهدف ومع كل ما تم من جهود دبلوماسية وإضاءات لهذا الملف تبقى الأسس الراسخة لهذه الدولة في علاقاتها السياسية والدولية راسخة دون التنازل عن هذه الأسس والمبادئ في هذا المحفل أو غيره ومع كل النجاحات وفي كافة المناسبات كانت العزيمة والتخطيط والإيمان بقدرة بلادنا سيكون Expo 20 30 علامة فارقة على ما قبله وما بعده يقودها الإنسان السعودي الذي برعاية قيادته الحكيمة لا يكتفي في الطموح بل ترجمتها على أرض الواقع.