عمر إبراهيم الرشيد
اللغة هوية شعبها وإن وجدت مجتمعاً يلوك قسم منه ألسنتهم بلغة غير لغتهم فاعلم أن هناك عقدة نقص، ويقول مؤسس علم الاجتماع عبدالرحمن بن خلدون بأن المغلوب ينبهر بالغالب. وحين كان العرب في عز وجودهم الحضاري في الأندلس، كان سكانها الأصليون والطلبة الذين يدرسون في جامعاتها من جرمان وانجليز وفرنسيين يقلدون العرب في لباسهم ويرطنون بكلمات عربية حسب استطاعتهم {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}. وبذلك لانلوم طلبتنا والمقيمين في الدول الغربية أو أمريكا بالرطن والتحدث بلغات تلك الدول، لكن العجب فيما نراه في بلادنا من التشوه اللغوي سواء على مستوى الأحاديث اليومية، في العمل أو في المنابر الإعلامية، أو في هبّة أسماء المحلات التجارية وبالأخص في المقاهي والمطاعم ونحوها في تلك الأسماء الأجنبية، وكأن لغتنا الخالدة أقفرت من الأسماء والمفردات والمعاني السامية. وهنا فإن العتب على قدر العشم كما نقول، لذا أعتب على وزارة الثقافة وهي الجهة المنوط بها الالتفات إلى هذه الظاهرة التي أفقدت مدننا جزءاً عزيزاً من هويتها، فالسائح والزائر الأجنبي يأتي للمملكة ليرى بيئة وهوية تختلف عن تلك التي يشاهدها في العواصم والمدن الغربية أو اللاتينية وغيرها، يريد أن يرى الأسماء وبالخط العربي الذي افتتن به بعض حتى من لا يفهمونه، لفخامته واتساقه الجمالي مع النفس، على أن يتم كتابة أو ترجمة الاسم باللغة الإنجليزية تحت الاسم العربي وذلك من باب نشر وتعزيز لغتنا العربية لدينا ولدى السياح والزوار والمقيمين الأجانب. وقد كتبت هنا من قبل مشيداً بمبادرات وزارة الثقافة لنشر اللغة والخط العربي الذي خصصت له عاماً أسمته عام الخط العربي، فبادرت وبالتعاون مع وزارة الرياضة مشكورتين على كتابة أسماء لاعبي كرة القدم في الأندية السعودية بالخط العربي على قمصانهم تعزيزاً ونشراً للغة والخط العربي لدى الشباب والنشء، وهذه من أجمل المبادرات التي نفذتها وزارة الثقافة، لذا أهيب بوزيرها النشط الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كوزارة التجارة والشئون البلدية لمنع إصدار السجلات التجارية للمحلات بأسماء أجنبية، ومنح وقت للمحلات الحالية وبمدة زمنية معقولة لتغيير أسمائها إلى عربية، أو تقديم حوافز لها لتشجيعها على ذلك كتخفيض الرسوم ونحو ذلك.
لغتنا هويتنا وقبل ذلك لغة القرآن الكريم، فرفقاً بعروس اللغات.. إلى اللقاء.