جبل طويق هذا الجبل الأشم الذي يتمدد في نجد فاصلاً بين سدير والوشم ويمتد حتى الحوطة والحريق، وهناك قمم على ارتفاع 1200م تقريباً، وكلمة (طويق) تصغير لكلمة طوق وترد عند العرب للتمليح.. ويقول ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: (لدينا في السعودية جبل اسمه طويق ولدينا همة مثل هذا الجبل لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل بالأرض).
همة سعودية عالية تسمو إلى المعالي ولا تعترف بالحواجز والسلبيات.. همة (فاخرة) لا ترضى بالأدنى ولكن سقف الطموح أعنان السماء.. همة بمواصفات ومقاييس (ملكية) تذلل الصعاب وتقيس الهدف وتطرح الرؤيا المناسبة.. همة تعزز النفس وتقنعها أنه لا مستحيل بالحياة.. همة تؤمن إن التدريب والتعليم والاستفادة من تجارب الآخرين تجعل التفكير والمغامرة العلمية ليس حكراً على عيون (زرقاء) وحسب.. همة تصنع ترتيب جديد في عالم الأرقام من أجل سعادة البشرية.. هنيئاً لنا بقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين.. وبمهندس رؤيتنا ولي العهد -حفظهما الله.
علاقتنا بالفضاء وعلومه والوصول إليه كان للسعودية العظمى تجربة سابقة في ذلك وفي عهد الملك فهد سجلنا الفخر والإنجاز الأول الذي صنعه رائد الفضاء السعودي الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.. وفي هذا العام 2023م كنا مع فرح آخر وحكاية جديدة ورحلة فضائية بطلاها (رائد ورائده) ريانة برناوي وعلي القرني ..اللذان كتبت لهما السعادة ليسجلان اسميهما في دائرة التميز والإبداع والإنجاز عالمياً.. نقلانا إلى ذلك العالم لحظة بلحظة.. عشنا معهما حياة (أهل الفضاء) واكتسبنا مزيداً من الثقافة عن المركبة وأسرارها.
تلك الرحلة الفضائية التي جاءت بعد شهور من التدريب على الأرض وكسب الخبرات.. لم تكن سياحة فضائية وحسب.. لكن كانت تحمل أهدافًا مقننة ودراسات وتجارب علمية ومنها ثلاث تجارب تعليمية وتوعوية بمشاركة 12 ألف طالب وطالبة في مختلف مدارس المملكه عبر التفاعل اللحظي من خلال الأقمار الاصطناعية. ناهيك عن إحدى عشر تجربة منها ست تجارب في الدماغ والجهاز العصبي وأربع تجارب في الخلايا المناعية وتجربة في تكنولوجيا استمطار المياه.. وكل ما سبق يوحي بتوجه سعودي لاستكشاف الفضاء واستشراق علومه لخدمة البشرية.
وإن همة ريان وعلي ليست الصعود للفضاء وحسب ولكن رسالة لكل شباب بلادنا العزيزة نحو الصعود للمعالي والإبداع.. ورفع اسم السعودية في جميع المجالات والمحافل.. هنيئاً لنا هذا الجيل الذي يتطلع إلى أرقام جديدة في جودة الحياة وإسعاد البشرية وإلى فرح جديد للوطن الغالي.