د.عبدالعزيز الجار الله
من المناسب أن تتصالح التنمية مع الرمال، ولا ينظر إلى الكثبان على أنها معوق حضاري، لأننا وسط بحار من الرمال، لذا علينا أن نصادقها ونستثمرها، نحن في بلادنا نتصالح باستمرار في كل دورة حضارية مع الرمال نطوعها تارة وأخرى تطوعنا، والرمال -بفضل الله- شكلت لنا متاريس حامية لبلادنا طول تاريخنا في دورات الحضارات القديمة، منعت -بإذن الله- الغزاة والطامعين من الألف الخامس قبل الميلاد، وما تلاها عصور قبل الإسلام والعصور الإسلامية، وحتى العصور المتأخرة قبل، تتمكن دولتنا بقوة الله ثم بقوة قيادتها وشعبها من حماية الحدود والمنع من الدخول المستباح والسهل إلى مدن الجزيرة العربية والخليج العربي، ثم داخل المملكة.
بحارنا الرمال الرئيسة هي:
- الربع الخالي: أدى إلى حماية جنوب وجنوب شرقي المملكة.
- النفود الكبير: حماية شمال المملكة.
- الدهناء: حماية وسط المملكة.
- الجافورة والبيضاء: حماية شرقي المملكة والشمال الشرقي.
أيضاً الرمال الثانوية والتي تشكل بعض العوائق والموانع للغزاة وسط بلادنا هي:
عروق المظهور، الثويرات، عريق البلدان، السر، قنيفذة، الدحي، العريق، السر، سبيع، السرة، وأخرى على شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي. ويلاحظ أن التشكيلات الرملية تتركز في الوسط، من الجنوب إلى الشمال، إذن معظم الرمال في مناطق محور الوسط، إذا افترضنا أن المملكة تنقسم إلى ثلاثة محاور طولية:
أولاً: المحور الغربي البحر الأحمر والمرتفعات الغربية.
ثانياً: المحور الأوسط جبال طويق، ونفوذ الدهناء والنفوذ الكبير.
ثالثاً: المحور الشرقي الخليج العربي.
فإذا كان المحور الغربي يتميز بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وأماكن السيرة النبوية، والبحر الأحمر والشواطئ الممتدة من جازان جنوباً إلى تبوك شمالاً، وأيضاً الجبال الغربية من جازان إلى تبوك، وقرب هذا المحور من أفريقيا وأوروبا والشام.
والمحور الشرقي يمتاز بالخليج العربي وشواطئه والموانئ القريبة جداً من دول جنوب آسيا، وآسيا الوسطى.
أما المحور الأوسط لا منافذ حدودية بحرية ولا موانئ قريبة، ويضم كثافة سكانية عالية ومساحات أراضٍ كبيرة جداً، هي مناطق من الجنوب إلى الشمال: نجران، والرياض، القصيم، وحائل، والجوف، والحدود الشمالية. تقريباً نصف مناطق المملكة.
هنا من الأفضل التوجه إلى استثمار الرمال وتحويلها إلى مشروعات استثمارية صناعية وزراعية وتجارية، ونقلها من بحار رمال راكدة إلى بحار متحركة ضمن الدورة الاقتصادية، خاصة إذا عرفنا أن مساحة التجمعات الرملية (630) ألف كيلومتر مربع، تمثل نحو33 % من مساحة المملكة التي تبلغ نحو مليوني كيلومتر مربع، إضافة إلى تقديم فرص تجارية ووظيفية لسكان مناطق الرمال البالغة (6) مناطق.