حمد بن عبدالله القاضي
سلوكيات مشينة بالشوارع والأحياء تسيء للمشهد البصري وتتنافى مع الذوق العام.. ومع الأسف يمارسها البعض بلا أدنى ذوق أو مراعاة لمشاعر المارِّين بالطرق أو الساكنين بالأحياء.
* * *
=1=
* هذه نماذج لمظاهر مؤذية بالشوارع.
* نجد البعض يرمي وهو بالسيارة، منديلاً بعد أن ينتهي منه، ونرى راجلاً يُلقي علبة فارغة بعد فراغ ما فيها.
ونشاهد «سائقاً» أو شغَّالة أو حتى مواطناً يضع «كيس الفضلات» بجانب حاوية النظافة وليس فيها!!
ونلحظ بعض العمالة يبصق بالحي أو بالشارع دون اعتبار للنظافة أو مراعاة لمشاعر الآخرين.
ظواهر شائنة مشوّهة مع الأسف، يمارسها حتى أناس «عليهم الشرهة» من متعلمين أو موظفين وميسورين بأحيائهم وعند بيوتهم.
* * *
=2=
غياب الذوق والوعي..
كل هذا بكل أسف يندرج تحت «غياب ثقافة الذوق» والوعي ومراعاة الإحساس بأذواق الآخرين!
يقول لي الأستاذ حمود الذييب، وهو رجل فاضل غيور ذو تجربة حياتية: إن المعلمين هم الأكثر تأثيراً من غيرهم، فالصغار يأخذون منهم، ويقتدون بهم، وذكر مثلاً جميلاً لطفل رأى شخصاً يلقي بمنديل بالشارع فزعل وقال: الأستاذ يقول هذا عيب، إن فصول المدارس يُغرس فيها الذوق العام في أفئدة الناشئة.
* * *
=3=
* أعطوا الطريق حقه
إن ديننا وقيمنا حفَّزتنا على النظافة وأبانت لنا حقوق الطريق، وحسبنا قول رسولنا عليه الصلاة والسلام: «أعطوا الطريق حقَّه»، وذكر فيه إماطة الأذى عن الطريق، والبعض منا -مع كل أسف- مرَّة أخرى لا يزيله، بل يعمل خلافه، فيشوّه الطريق ويؤذي المارِّين.
* * *
=4=
كيف نقضي على هذه الظواهر؟
معالجة هذه الظواهر السيئة بشوارعنا وأحيائنا يجب أن يسلك مسارين:
1- مسار التوعية بخطاب فاعل من قِبَل وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والرقمية، ومن قِبَل منابر الجمعة.
2- لكي تكون مراعاة الذوق العام وعدم التشويه سلوكاً منذ الصغر.. يأتي دور التربية من الأسر والبيوت ويأتي دور المدارس، فالله يزع بالعلم ما لا يزع بغيره.
3- تطبيق اللائحة التي سبق وأن أصدرها مجلس الوزراء، والتي نصَّت بنودها على كل ما يتقاطع مع الذوق العام، ويؤذي الناس، ويشوه الطرق والأحياء بكل موادها الرائعة، ومحاسبة من يخالف بند من بنودها، وقد نصَّت على أن رجال الدوريات هم المنوط بهم تنفيذها بالمراقبة والمجازاة لكل من يخالف الذوق العام أو يشوه الطريق أو يؤذي الناس، فضلاً عن رقابة البلديات بوصفها المسؤولة عن نظافة وجمال الأحياء والشوارع.
* * *
=5=
مسؤوليتنا جميعاً
الحفاظ على الذوق وجمال شوارعنا وأحيائنا مسؤوليتنا جميعاً، علينا أن نستشعرها ونمارسها كل حسب مسؤوليته، بدءاً من سكان الأحياء، فلا يمارسون كل ما يشوه أحياءهم إلى الجالسين بالحدائق والمتنزهات إلى السايرين بالطرق راكبين أو راجلين.