سعود عبدالعزيز الجنيدل
قبل أشهر مضت سمعت من أحد الأصدقاء والزملاء أن طموحه في الفوز بجائزة عربية ذهب أدراج الرياح، وأن اللجنة المختصة بتقييم المشاركات المنافسة من مختلف الدول العربية؛ ارتأت اختيار فائز من إحدى الدول العربية المشاركة في هذه الجائزة التي تمنح سنوياً.
وعندما انتهى من حديثه الذي طغت عليه الحسرة والحزن؛ بادرت بقولي: «لقد قررت الفوز بهذه الجائزة هذا العام!».
مقولتي تلك أزالت عنه الحسرة والحزن، لكنها أوقعته في دهشة واستغراب! فهو يعرف يقينًا أنني أجيد - نوعًا ما - انتقاء الألفاظ ووضعها في سياقها المناسب، وقبل أن ينبس ببنت شفة، قلت له: «لا تستغرب فأنا قصدت قول ذلك وبالتحديد كلمة (قررت) بدلاً عن كلمات أخرى من قبيل سأشارك- سأجرب حظي - سأنافس ...إلخ.
ما السر وراء هذا الاختيار والانتقاء؟ وهل اللفظة (قررت) مناسبة فعلًا في هذا السياق؟ وهل القرار عائد لي لتقرير فوزي بالجائزة؟
يبدو أن القارئ حينما يقرأ الأسطر الأولى تتبادر إلى ذهنه أسئلة كتلك التي أشرت إليها آنفًا وغيرها مما لا يتسع المقال لطرحه، وسأحاول في هذا المقال توضيح وجهة نظري - وقد تكون فرضيتي التي أدعو إليها ولا أعلم حقيقة هل تسمى فرضية أو لا-.
من وجهة نظري أقول: إن عزيمتنا وجدنا وإصرارنا وهمتنا على فعل شيء معين يحتم أن توافقه وتتماشى معه لفظة مناسبة تتواءم مع هذه الرغبة المُلحة، مع يقيني التام ومعرفتي بأن هذه الكلمة (قرار الفوز بشيء معين مثل قراري بالفوز بالجائزة) يستدعي عملًا كبيرًا متواصلًا ووصل الليل بالنهار والتسلح بالمعرفة وسعة الاطلاع، لأنك لست وحدك في ميدان المنافسة، بل إن منافسيك لا يقلون رغبةً وطموحًا منك للظفر بالمركز الأول أو الجائزة الأولى أياً كان مجالها..
وثق ثقة تامة أن الله عز وجل لن يضيع تعبك وجهدك هباءً، وأن لكل مجتهد نصيبًا، ولو اعترض أحدهم بقوله: «إن بذل هذه الأسباب مع صعوبتها قد لا يضمن النتيجة!». وهذا صحيح فالنتيجة ليست مضمونة وحتمية الحدوث، إلا أنك ستكون بذلت كل ما تستطيع ولم تقصر في جهدك وتعبك، وهذا لعمري كافٍ لترضي ذاتك وتقتنع بجهدك المقدم، ولا مجال هنا للندم، بل بالعكس تمامًا؛ ما قدمته يستحق الثناء والتقدير والرضا التام، ولا ضير من المحاولة مرارًا وتكرارًا حتى تظفر بما تريد.
ما يهم هنا هو قناعتك بإمكاناتك وجهدك الكبير وعملك الدؤوب ومن ثم تقرير الفوز في المجال أو المنافسة التي تخوض غمارها، ولا تكتف بقول شيء آخر غير قرار الفوز.. قرار ينبع من إيمان عميق بقدرتك على ذلك..
وأختم بدعوتي لكل واحد منكم إلى تبني مقولة: (قررت الفوز بكذا أو قررت نيل شهادة كذا ...إلخ)، وأنا كما قلت في بداية المقال: (قررتُ الفوز بالجائزة هذا العام)، ولي عودة لكم بعد نيلي الجائزة بإذن الله.