عبد الله سليمان الطليان
هناك الكثير من يحكي تجربته في الكثير من المواقف والمشاكل التي واجهها في عمل ما، تطرح التجربة لكي تكون درساً وتنبيهاً أو أحياناً بمثابة إبراز قدرات على مستوى الفطنة والذكاء وتمجيد الذات وهذه تكاد تنتشر على نحو كبير.
المهم في هذا هو الوقت الذي استغرقته تلك المشاكل وما أخذته من جهد وتعب من صاحبها وما خلفته على واقعه من أثر، في بعض من هذه المشاكل نجدها تطول وهي كثيرة وخاصة القضايا التي لدى المحاكم تمضي سنوات وهي في دائرة المراجعة والتمحيص والتدقيق التي يتطلب هذا، في المقابل نجد أن هناك مشاكل لا تستحق وقتاً طويلاً التي ترهق أصحابها وتشغلهم عن أعمالهم والتي يمكن حلها في وقت قصير، نعي تماماً أن النظام إذا طبق بشكل صحيح دون مواربة فإننا سوف نحقق الهدف ونقضي على ضياع الوقت وتراكم تلك المشاكل، ولكن مع الأسف تجد المماطلة والتسويف هو العنوان البارز الذي يغلب الكثير من تلك المشاكل وخاصة ذات الوقوع اليومي ممتثلة في الحوادث المرورية البسيطة التي يدخل أحياناً بعض أصحابها في متاهة، لعدم الإلمام الكامل بنظام المرور في حوادث التصادم، وهذا ليس إجبارياً في أن يكون كل واحد منا على دراية كاملة بالنظام، نجد في بعض الأحيان ظهور المماطلة والتسويف على نحو كبير في الانصياع لنظام المرور وخاصة المتعلقة بالأمور المادية، حيث تطول المراجعات وتأخذ وقتاً في محاولة لبث الضيق على أصحابها لكي يقنعوا أي حل خارج النظام وليت الأمر يتوقف عند هذا، فهناك من يسعى بالحيلة للتهرب من دفع التعويض بأي طريقة، يمكن أحياناً الاستشارة من له علاقة بالمرور، فيجد ثغرة في النظام يستغلها وهي خفية عن ما لا يعرفها، وسوف تكون محظوظاً إذا لديك شخص تعرفه لديه إلمام كامل بأنظمة المرور، فإنك سوف تخرج مستوفياً حقك ومرتاح النفس وإن كان العكس فإن المشكلة تبقى في الذاكرة كلما راجعتها النفس فإنها تجلب النكد والحسرة، ونقول للذي انتصر بالحيلة وراح يتفاخر بها في المجالس واللقاءات، قول الرسول صل الله عليه وسلم (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ). دمتم في رعاية الله.