د. عيسى محمد العميري
وتستكمل المسيرة الخليجية برعاية المملكة العربية السعودية للبحث عن أفضل المراكز والمواقع الاقتصادية المرموقة في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، وتأتي تلك المسيرة الخليجية الاقتصادية الميمونة في هذه المرة عبر القمة المقرر عقدها في هذا الشهر، كما وتأتي استكمالاً لآفاق العمل الاقتصادي الصحيح وتحقيقاً للرؤية المقررة والتي تتقاطع في تنفيذها مع رؤى دول منطقة الخليج العربي كل حسب موعدها المقرر تنفيذه بإذن الله.
وهذا النوع من القمم هو حاجة أساسية وملحة لتحقيق التكامل الاقتصادي، وذلك في ظل التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم في أكثر من بقعة، وذلك اعتمادًا على أن اللعبة اليوم في العالم هي اقتصادية بحتة فإن لم يكن للدول في أي بقعة من العالم موطأ قدم بالغ الأهمية فقد تواجه تلك الدول نقصاً مهماً في مسيرتها الاقتصادية، وهنا يحق لنا أن نشيد بالقمة المقرر عقدها فهي تؤهل للمنطقة بشكل سلس للولوج إلى الاقتصاد العالمي بقدم ثابتة، ومهينة لمواجهة أي حدث اقتصادي غير محمود الجوانب أو غير متوقع، فإن كان الاقتصاد ثابتاً ويتضمن استدامة وسعياً مع الشركاء كلما كان مركز المالي ذو ملاءة اقتصادية لها قيمتها وتؤسس لمنظومة اقتصادية حقيقية.
وتأتي تلك القمة أيضاً تجميعاً لشركاء مهمين في قارة آسيا وهي تلك الدول الفاعلة على الصعيد الاقتصادي العالمي ولها تأثير عظيم عليها. تلك الجهود من قبل الدولة الراعية وهي المملكة العربية السعودية والتي نتمنى استدامتها واستمراريتها وعقد المزيد من تلك القمم لما فيها من خير عميم يسود الجميع وعلى رأسهم دول الخليج العربي.
ومن ناحية أخرى تؤسس تلك القمم لمرحلة جديدة مهمة فاعلة وتضع الخريطة الاقتصادية الصحيحة للسنوات والعقود القادمة، فيما يضمن حسن سير المنظومة الاقتصادية لها، وبالمقابل لهذا كله فإن دول الخليج العربي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالسعي الحثيث للبحث في أفضل السبل والإجراءات الكفيلة برفع مستوى الاقتصاد المحلي في تلك الدول. وذلك لمواءمة الجهود المشتركة مع الشركاء سواء في قارة آسيا أو في أي موقع آخر يتميز بالاقتصاد القوي، حيث نجاح دول الخليج من نجاح أي دول أخرى يتم المشاركة معها في العملية الاقتصادية والعكس صحيح. وهي آمال وطموحات مشتركة وتحقق المصلحة لجميع الأطراف. والله الموفق.
ملاحظة:
المملكة العربية السعودية في أسبوع ستشهد قمة سعودية يابانية بالإضافة إلى قمة سعودية تركية بالإضافة إلى قمة خليجية تشاورية بالإضافة إلى قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى بالإضافة إلى أهمية التحرك الخليجي الموحد وتنسيق المواقف التفاوضية مع الدول والمجموعات بخلق تأثير واسع النطاق.