د.عبدالعزيز الجار الله
تبلغ مساحة دول شبه الجزيرة العربية نحو (3) ملايين كيلومتر مربع، أو ربما أكبر من هذا الرقم إذا اعتبرنا أجزاء من البادية والصحراء العراقية والأردنية وما يعرف ببادية الشام، هي الامتدادات الطبيعية للجزيرة العربية، وليست الحدود الحالية لدول الجزيرة العربية التي تصل مساحتها إلى 2.8 مليون كيلومتر مربع، التي تشكل المملكة العربية السعودية 70 % من مساحة الجزيرة العربية الحالية، حيث تصل حدود جزيرة العرب حالياً من مياه بحر العرب والمحيط الهندي جنوباً وحتى شمال السعودية شمالاً، ومن الربع الخالي والسعودية وعمان والإمارات والخليج العربي شرقاً، وحتى البحر الأحمر وخليج العقبة غرباً.
فقد خرجت من جزيرة العرب هجرات بشرية زمن الألف الخامس قبل الميلاد أي في حدود 7000 سنة من الآن وتبعتها هجرات متتالية في الألف الرابع والثالث والثاني وهجرات صغيرة في الألف الأول قبل 3000 سنة قبل الميلاد من الآن هجرات سامية لشعوب وأقوام عربية متتالية أسست الحضارة العربية في:
- بلاد الرافدين والهلال الخصيب، العراق وبلاد الشام، من جبال القوقاز والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط شمالاً، وحتي المحيط الهندي جنوباً، ومن جبال وسهوب وسهول آسيا الوسطى، وإيران غربي آسيا، وحتى المحيط الأطلسي غرباً.
- وفي دول الشمال العربي والإفريقي من مصر شرقاً، وحتى المحيط الأطلسي غرباً.
- ومن شرقي إفريقيا بطول البحر الأحمر وصحراء سيناء وجنوب البحر الأبيض المتوسط وشمال مصر وليبيا، وحتى الصومال والقرن الإفريقي والمحيط الهندي جنوباً.
هذه حركة الحضارات العربية في أكبر اتساع لها، والتي جاءت منها أطالس وحدود دول الخلافة الراشدة التي عاصمتها المدينة المنورة، والدولة الأموية وعاصمتها دمشق، والدولة العباسية وعاصمتها بغداد، والدولة المملوكية وعاصمتها القاهرة، وأخيراً الدولة العثمانية وعاصمتها إسطنبول في تركيا. فقد انطلق التاريخ العربي من سجل قديم من أقوام وشعوب كانت تعيش قرب بحار الجزيرة العربية، وفي جبال المرتفعات الغربية العربية من بحر العرب جنوباً وحتى شمال خليج العقبة، ومن هضاب الحجاز ونجد وعسير ونجران وحسمى غرباً وحتى رمال الربع الخالي وبحر عمان والخليج العربي شرقاً.
إذن الشعوب العربية ليست طارئة على الحضارات العالمية لها سجل وإرث حضاري يسبق (الحضارات الأخرى) ليس بقرون بل آلاف السنين من الألف الخامس قبل الميلاد، هذه الحضارات والإمبراطوريات كانت تحاصر الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام بعد الميلاد (500) سنة زمن ما يعرف بأيام العرب بعد إنهيار الممالك العربية هي: بيزنطة خليفة روما من الشمال، وفارس (ساسان) من الشرق، والحبشة من الغرب. حيث استطاعت الحضارة الإسلامية أن تكسر هذا الطوق وتنشر الثقافة الإسلامية والعربية.