شعارات الأشياء تذهب بك إلى عمقها، ودلالاتها تبدي حقيقتها، وبعض هذه الشعارات لم يكن يوماً بالأمر الخفي أو الجديد.
إلا أن عنصر المفاجأة كان طريفاً، وهو يظهر بهذا الشعار معالم اللحظة الحاضرة، ويلفت النظر إلى تلك الصنعة الربانية الباهرة.
وشعار صيف عسير لهذا العام 1444- 2023 والذي أعلنه سمو أمير منطقة عسير الأمير/ تركي بن طلال هو بمثابة القديم الجديد، الحاضر الغائب، في أذهان الناس ومداركهم. بمعنى أننا منذ أن عرفنا منطقة عسير - ودرتها أبها - وهي تلتحف أردية الشتاء الصقيع، والربيع البديع، وأصبح المطر وقطراته أنيس حياتهم ورفيق عصيرياتهم.
إلا أن شعارها «بارد ممطر صيفا» اختير من طبيعتها؛ ليحكي واقعها؛ ويلامس حياتها فهي جميلة حسناء بلا مكياج، وصورةٌ مشرقة بلا مونتاج؛ وإنما احتاجت إلى احترافية الإخراج؛ حتى تبدو في أجمل طلة، وأحسن حلة.
إن شعاراً جميلاً كهذا «بارد ممطر صيفاً»؛ جاء ليؤكد هذه الحقيقة؛ لتكون جزءاً من المتعة والجذب والإعجاب والاستقطاب.
لقد ارتسمت على شفاه الناس ابتسامة عريضة، ورقصت قلوبهم طرباً وهم في ذروة الصيف يتحسسون الجو البارد، ويرفعون أبصارهم إلى مطر السماء فتكتحل عيونهم بمائها العذب؛ فيحمدون الله على نعمة صفاء عيشهم، وأمن بلادهم، وحلو أيامهم. إن اختياراً إبداعياً متألقاً كهذا - من إنتاج إمارة منطقة عسير - يرسل للعالم كله أن المملكة العربية السعودية بمثابة البلد الكبير متنوع التضاريس من جبال وسهول وهضاب وجزر، يتوسطها صحراء تزينها الخزامى الزكية بلاد متعددة السمات، متمايزة المناخ.
حفظ الله للمملكة العربية السعودية دينها، وأمنها، وقادتها، وعاشت منعمة طيبة بارد شرابها؛ في صيفها وشتائها، ربيعها وخريفها.
وعاشت عسير - وعاشت أبها وجاراتها - مورداً للمصطافين، وأنساً للسائحين، باردة شاتية، ممطرة عاطرة، وما أجمل شِعارها «باردٌ ممطر صيفا».
باردٌ ممطر صيفا
ممتعٌ كماً وكيفا
وضبابٌ يصنع طيفا
فاق بيروت وحيفا
رب طالب أنسٍ
جاء نحوك ضيفا
ومن رياض نجد العذية إلى إطلالة أبها الفاتنة الزكية أجمل تحية.