عبده الأسمري
تدور عجلة الزمن ما بين غفلة حاضرة أو يقظة مؤجلة يوظفها الإنسان في أفق من التفكير والتدبير ويصل إليها بعد ركض في مسارات الحياة ما بين عام وآخر فيما تظل الأيام ماضية في حتمية الهية تؤكد الخروج السريع من «دوائر» اليوم إلى «مصائر» الغد ووسط نظرات إلى «ماض» أسدل الستار عليه وانتظار لمستقبل توجه النظر نحوه.
يمر الإنسان بمحطات عمر متباينة ومختلفة وفق التغير العقلي والتحول الحياتي ليولي وجهه قبلة «المستقبل» الذي يظل في محيط «غيبي» ينبئ دوماً بالتوجس ويشير دائماً إلى التخوف وتمر اللحظات والدقائق والساعات لتعلن اكتمال «يوم» ينقص من سنوات الحياة ويضيف إلى «رصيد» الأعمال أرقام جديدة واحداث متجددة.
يدور الإنسان في «دوائر» الزمن محتاطاً بقدرات معينة في محيط «ادمي» محدود يظل في مستوى «الاستطاعة» المحددة تأسره «نزعات» الفطرة فيميل إلى «الضعف» وتثيره «نزعات» الشيطنة فيتجه نحو «التمادي» وما بين الاتجاهين مفارقات عجيبة وتقاطعات مهيبة من صدق يصحح «المسالك» أو وهم يضيع «المدارك».
تمر على «شاشات» الذكرى يومياً «مئات» المواقف والقصص والحكايات والوقفات وتظل فيها «الذاكرة» البشرية ما بين حنين إلى الإيجابيات وأنين من السلبيات وسط خطين متضادين من الاستدعاءات التي تجعل الإنسان في فرضيات من «العصف العقلي» و»الوصف الذهني» الذي ينقله في مدارات من التذكر الإجباري أو الاستذكار الاختياري في منظومة «تفكير» ترتبط بالواقع تارة وتترابط مع الوقائع تارات أخرى.
تقترن ضروريات «العيش» وحتميات «التعايش» بخزائن «الذاكرة» التي تكتظ بمحطات ومسالك وتمتلئ بمسارات ومدارك كان الإنسان فيها «خاضعاً» لفرضيات التعامل وافتراضات التواصل وبقي خلالها وسط نظام حياتي مفروض ومفترض تحكمه متطلبات الدراسة والعمل ومطالب الاستعداد والاحتياط في مدارات لا تتوقف من التعاطي مع ما تحتاجه النفس وما تتطلبه الحياة.
تأتي «هوية» السلوك كانعكاس حتمي ونتيجة مؤكدة لاتجاهات التربية وأبعاد التنشئة وموجهات التربية ونتائج التعلم ومخرجات التعليم ويظل كعناوين للعديد من التفاصيل التي تتصاعد إلى النجاح أو تتباعد نحو الفشل وتتباين في ذلك «الفروقات» السلوكية بين البشر في داخل المحيط الاجتماعي الواحد.
تتشكل براءة الطفولة وفوضى المراهقة وطموح الشباب ونضج الرشد لتأتي كمنظومة «متكاملة» تحدد «الهوية» الأساسية للسلوك في منتصف العمر وانتصاف السن فتتجلى لدى الإنسان تلك «المحطات» في هدايا من «الرضا» أو شظايا من «السخط» ثم يأتي «الاستدعاء» الاجباري المقرون بتداعيات العيش ليضع «نقاط» الحل على «حروف» التعجب فتتكون المسارات الأكيدة من «الارتياح» الداعم أو «الندم» المؤلم.
يظل الإنسان ماضياً ما بين «مد» الأمنيات و»جزر» المتطلبات مجللاً بإمكانيات مفروضة ومكللأ بمقدرات مفترضة فيعيش في دوائر من الاحتياج ومدارات من الاجتياح تقتضيها محطات العمر وتفرضها مقتضيات العبر في خضم «حياة» ممتلئة بالأقدار الإلهية ومحاطة بالأسوار المعيشية.
تأتي «العبر» على رأس الملفات التي تتجلى أمام الإنسان في فترات من حياته والتي تنتج من «موقف» أو «ذكرى» أو «وقفة «كان فيها «البشر» ابطال ذلك «السيناريو» الذي يتجه إلى «قطبين» من المحن أو المنح وتأتي النهاية في «دروس» مجانية مكتوبة على «بوابات» الحياة للتعلم المجاني وللنهل من الخبرات التي سيطر فيها «محتالون» وسقط فيها «ضحايا» ونجا منها «معتبرون».
الخبرات الحياتية مادة خام تتشكل في حياة الإنسان وسط «دوامة» الحياة وتترسخ على أرضية من الاعتبار لمن استفاد من «المواقف» ونهل من «الوقفات» والحصيف من اتعظ والعاقل من تدبر والحكيم من تبصر للنأي بالنفس عن «المساحات» الفوضوية والتي تتساوى فيها الأفكار العشوائية من واقع «الخصومة» ووقع «العداء» فيما تتباين وسطها «المعاني» الإنسانية التي تضمن «النجاة» للمغردين خارج أسراب «الجدال» والقادرين على جني حصاد «الحلول».
يظل الإنسان سائراً ما بين «دوائر» الزمن و»مدارات» السلوك ليجني على خطوط كل مرحلة «نتائج» فكره ويحصد أمام نهاية كل محطة «ثمار» تفكيره في ظل ظروف وبيئات ومعطيات وعطايا وواقع ووقائع تبقى «صامدة» أمام «عقبات» العيش و»عواقب» المواقف و»شاهدة» على تجاوز «العوائق» واجتياز «الحواجز» وإنجاز الهدف والبشر في ذلك وسط اتجاهين من الكفاح والفلاح والنجاح أو القنوط والسقوط والاسقاط.