د. زايد الحارثي
فكرة هذا المقال تم استيحاؤها من محاضرة مهمة ومميزة للصديق الخبير الأستاذ الدكتور عبدالقادر الفنتوخ في التحالف الإسلامي العسكري يوم الاثنين الموافق 10-07-2023 في مقر التحالف بعنوان (الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة: أسسه واستخداماته في الإعلام ومحاربة الإرهاب) وقبل الدخول في مناقشة الإجابة على سؤال عنوان المقال يجدر أن أشير للأهمية التي أبرز ما جاء في المحاضرة المهمة والقيمة الفوائد والتطبيقات العظيمة والمتسارعة التي جاء بها الذكاء الاصطناعي والتي تنبأت بها رؤية 2030 لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسخرت الإمكانات البشرية والمادية الهائلة للاستفادة منها بل العمل على تطويرها حتى جاء المملكة في المرتبة الأولي عربيا في استخدامات الذكاء الاصطناعي ومن أفضل عشرين دولة عالميا في هذا المجال وقد انعكس ذلك في إنشاء هيئة وطنيه للبيانات والذكاء الاصطناعي وقد باشرت الكثير من قطاعات الدولة الاستفادة منها في تطبيقاتها المختلفة وخدمة التنمية والازدهار ومن أبرزها خدمات الحج والعمرة والجوازات والمرور وغيرها من أجهزة وزارة الداخلية والصحة والتعليم والطيران والموهبة والابتكار وغيرها وسوف نجني ثمار هذه التقنيات في خدمة الإنسان السعودي والتنمية وفق الخطة المعدة للرؤية قبل موعدها.
ولقد أوردت المحاضرة المشار إليها أعلاه ضمن عناصرها أنواع الذكاء الاصطناعي والمهارات المعرفية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التفاعل المباشر بين الأفراد والشعوب والدول واستيعاب الظروف والاحتياجات للنمو والتطوير على كافة الأصعدة والمستويات واتخاذ القرارات وإصدار الأوامر والتنفيذ لكثير من الأفكار والإبداعات وحل المشكلات المختلفة بسرعة ودقه تتفوق بها على عقل الإنسان وقدراته وإذا عدنا إلي محاولة الإجابة على السؤال عنوان المقال فنستطيع أن نناقش تطور الآلة في خدمة الإنسان ابتداء وكيف كانت ينظر لها بالريبة والخوف حين بدأت الطباعة وسهلت الكثير من الوقت والجهد الإنسان والتواصل بينهم ثم تطورت كذلك الآلات إلى المذياع والتلفزيون والسيارة ثم الطيارة وهي كذلك نظر لها بالخوف والتشكيك في صلاحيتها وأهميتها الإنسان لكن الواقع الممارس برهن على خدمتها في تسهيل تواصل البشر وتصغير المسافات بين الدول والقارات وفي داخل البلد الواحد مع التحفظ على لاستخدامات السلبية لمثل هذه الأدوات والتي لا يمكن التعميم منها الو التوقف عند صلاحيتها وأهميتها وعندما تسارعت إبداعات البشر والاعتماد على العلم والبحث العلمي في تطوير حياتهم ومستقبلهم تولدت أدوات واختراعات كثيرة وجديدة مثل الانترنت وما ترتب عليه من سهولة حياة الناس والتواصل بينهم وتقديم الخدمات لكل فرد أو جماعه بيسر وسهولة وفي المقابل تم إساءة استخدامها في الترويج لأفكار هدامة أو استقطاب جماعات مضادة للقيم السائدة في المجتمعات وسلامها الأمني وصحتها النفسية ثم بعد هذه المرحلة الأكثر تعقيدا وفي نفس الوقت الأكثر منافسة لعقل الإنسان وتفكيره وإبداعاته وهي ما يسمى بالذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان والبشرية في كافة القطاعات بزمن ينافس ما يسمى بالفيمتو ثانية وتولد عن هذا الذكاء معطيات وإنجازات خارقه تمثلت في الطائرات المسيرة وأدوارها المختلفة للأمن والمحافظة على استقرار الشعوب أو لتدمير البعض أو ما يسمى بالأعداء وهنا تزاحمت هذه الابتكارات التي جاءت أصلا من عقل البشر وأفكاره للتسارع بالاستغناء عن العقل البشري وربما في بعض الحالات تهدد بقاء الإنسان في حالات البعد عن الضوابط وأخلاقيات التعامل والاستخدام الذكاء الاصطناعي وهنا أمكن التطرق للإجابة على سؤال المقال أعلاه ويظل الحديث مستمر باستمرار أهمية الموضوع وجوانبه المختلفة.