عثمان بن حمد أباالخيل
للفرصة وجهات، وجه جميل وآخر قبيح يستغله أصحاب الوجوه المزيفة والقلوب السوداء. الفرص الجميلة في حياتنا كثيرة وليس كما يقال فرصة وحيدة يتيمة، هذا ليس من الواقع الذي أعرفه. في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان هناك فرص والحصيف من يأخذ بها في وقتها. الفرصة عبارة عن إتاحة احتمال ما، في وقت مناسب ينتج عنه أمر إيجابي، محتمل ومتوقع وله نتائج تشرح الصدر. كل ما على الإنسان الانتباه إليها وانتظارها واستثمارها وتحويلها لواقع. إن أعظم تحدٍ يواجه الإنسان في حياته هو كيف يستغل فرصها ليصنع منها واقعاً جميلاً وناجحاً كي يشعر في النهاية بالسعادة. ومن منا لا يحِّول نقاط ضعفه إلى قوة (الإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه يملك فرصة حقيقة في تحويلها إلى نقاط قوة)، الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي -رحمه الله. ففي حياة كل إنسان فرص متعددة وفق اهتماماته أو طموحاته أو حتى أحلامه، فالفرص قد تكون عملية أو علمية أو حياتية أو مجتمعية، وكلها تصبُّ في إطار واحد وهو تحقيق رغبة أو هدف ومَن يستغلها.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ». لا توجد فرص مجردة من الجهد إلا في الأحلام ولا يقابل الفرص في الأحلام إلا النِّيام، تنفيذ الفرصة يحتاج إلى تروٍ ودقة وعليك أن لا تتسرع في انتهاز أي فرصة مهما كانت، بل عليك اختيار الفرصة التي تناسبك والتي لا تقلل من ذاتك. صحيح أن الحياة فرص ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل الفرص التي أمامك هي فرصة مناسبة، لذلك عليك أن نغتنم الفرصة التي تتهيأ أمامك وتجعل من الفرصة العادية فرصة لها مردود معنوي وحسي. ذكر العالم توماس أديسون: (يخسر الناس معظم الفرص؛ لأنها تأتيهم دائمًا بملابس العمل). من الطبيعي هناك فرص لا تتكرر في حياة الإنسان، فهلا انتبهت لذلك؟ وما أكثر الفرص التي تمر على الإنسان ويتركها تمر دون اهتمام، ربما التردد هو العائق الذي يدمر تلك الفرصة.
هناك فُرَص لا يمكن تعويضُها، فمن هذه الفرص العظيمة: وجود الوالدينِ، فالوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئتَ فحافِظْ على الباب أو ضَيِّعْهُ، والنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: مَنْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: مَنْ أدرَكَ أبويه عند الكِبَرِ أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة». رواه مسلم، فيا حسرةَ مَنْ مات والداه أو أحدهما ولم يغتنم فرصةَ بِرِّهما، فإن رضا الرب عز وجل في رضا الوالدينِ، وسخط الرب في سخط الوالدين.
الاستعداد لاقتناص الفرصة أمر يقوم به الواثقون من أنفسهم الناجحون، أما المترددون والفاشلون فهم الذين يضيعون الفرصة ومن ثم يلومون أنفسهم.
همسة: الفرص تتكرر لكنها تختلف في لونها وطعمها.