محمد العبدالوهاب
ما أن لوحوا لنا بميدالياتهم الـ 11 ذهبية وفضية من أرض الجزائر بعد فراغهم من دورة الألعاب العربية.. متوجهين لماليزيا حيث المشاركة بالبطولة الآسيوية للكاراتية والتي استهلوا منافساتها بتحقيق (11) ميدالية أخرى جديدة منها (9) للباراكاراتيه لذوي الإعاقة واثنتان ذهبيتان ولا أغلى حققها بطلنا (الألماسي) طارق حامدي إحداهما من أمام اللاعب الإيراني بعد أن استرد ميداليته التي سلبت منه (ظلماً وبهتاناً) بأولمبياد طوكيو الماضي، رغم فوزه بها, ليستردها بهذه البطولة بطريقة لم يجعل لهم فرصة لسلبها مجدداً .. مبروك لأبطالنا الذين أكدوا أحقيتهم بحصولهم كأفضل 6 لاعبين من بين أفضل 10 لاعبين في العالم وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي للكاراتيه.. فضلاً عن كون احتفائيتهم بتلك الإنجازات بمثابة مباركة لـ (عراب) رياضة الكاراتيه الدكتور إبراهيم القناص بمناسبة انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي للكاراتيه. ويابلادي واصلي بإنجازاتك الذهبية وبعزك ياوطن واصلي.
* * * *
الرياضة .. برهان وإثبات
تلعب الرياضة دوراً مهماً وملموساً في تنشئة الأطفال والشباب وجذبهم وتوسيع مداركهم بطريقة - عفوية وتلقائية - ولربما يفوق تأثيرها عليهم أكثر من دور الأسرة والمدرسة .. ولذا نجد أن معظم الدول العالمية المتقدمة والمتفوقة -فكر وصناعة وتكنولوجيا وفضاء- تدرك أن الرياضة هي الوسيلة الوحيدة الجاذبة للسياحة والثقافة والاستثمار والاقتصاد وتسويق وشهرة دولها للعالم .. وذلك عبر التنافس في استضافة البطولات العالمية الكبرى، كما تتسابق الشركات العالمية الكبرى إلى الاستفادة وتقديم الرعاية لها ولأنديتها لأبعاد اقتصادية تنطوي على مكاسب ماديه لها، حيث إن متابعي الرياضة حسب تقرير (فيفا) مايربو عن 4 مليارات شخص حول العالم.
أقول: بالأمس القريب تشرفت بحضور مبادرة صوت الملاعب الرياضية تحت إشراف وزارة الرياضة .. تمثلت بحفل خطابي عن التطرف تحت شعار (القرآن هداية وبيان) جاء فيه الحديث عن دور المملكة الهادف لنبذ كل أنواع التطرف والكراهية والعنف والتفرقةالعنصرية.. والمناداة بزرع روح التسامح والمحبة بين شعوب العالم، ولعل أكثر ماشدني هو الحضور الكثيف وبمختلف الأعمار (صغار وشباب وكبار) وسط استمتاع بأجواء مليئة بالمشاركة والتفاعل مع تفاصيل أحداثها من الجميع.. بالنسبة لي كان حدثاً أستثنائياً لم أشهده من قبل على مستوى المبادرات الاجتماعية ولكن يبدو أن تواجد بعض نجوم الكرة السعودية الدولية السابقة دور في هذا الحضور الكبير والتفاعل مما يؤكد حقيقة غائبة عن البعض وهي أن الرياضة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق التقدم والنجاح كأقصر الطرق المؤدية لإيصال تلك الرسائل للمجتمع سواء اجتماعية أو تربوية أو توعوية، كما هي تماماً الفرص الإستثمارية والاقتصادية التي استفادت منها الشركات الراعية لها.
* * * *
إلى جنة الخلد أبا محمد
بالأمس غيّب الموت إنساناً مثالياً في العطاء والنبل والوفاء .. لم يمهله المرض طويلاً .. كان خبر وفاته مفجعاً على الوسط الرياضي والاجتماعي.. أجمع الكثير على محبته واحترامه.. كان لوجهاء المجتمع أحاديث مؤثرة عن مفارقته للحياة سواء عبر تغريداتهم بحساباتهم (بتويتر) أو عبر مقالاتهم الصحفية.. وعلى طريقة اذكروا محاسن موتاكم كان رحمه الله وغفرله عزيز النفس وعفيف اللسان وكريم اليد بأعماله الإنسانية والخيرية.. ذلكم عبدالله بن عبدالرحمن العقيل .. مؤسس مكتبة جرير وعضو شرف نادي الفيصلي الرياضي.. رحمك الله وغفرلك وأنزلك الله جنات النعيم، صادق العزاء والمواساة لأسرة الفقيد ولأسرة الرياضة والمجتمع السعودي عامة.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
* * * *
آخر المطاف
السراب لم يكذب يوماً نحن من اعتقد أنه ماءً.