عبد الله سليمان الطليان
أعود من جديد للخوض في مهنة إنسانية منذ القدم تعتبر من أرقى المهن التي تحولت إلى تجارة في وقتنا الحاضر بشكل ملفت ومثير عبر قنوات التواصل الاجتماعي، التي شهدت ذلك الحضور الكبير من قبل الأطباء من كافة التخصصات الطبية المختلفة، لتقديم نصائح وإرشادات واستشارات طبية وتثقيف صحي عام.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كل هؤلاء الأطباء على درجة عالية في الخبرات والدراسات ومتابعة الأبحاث وحضور الندوات والدورات؟ أم أن الأمر توقف عند تسلّم شهادة الدكتوراه ووضعها في داخل عيادته أو خارجها لكي تكون سنارة لمريض متعب من مرضه ثقافته الطبية ضعيفة، تتوقف عند (كلمة إنه دكتور شاطر) يعالج كل شيء سمعها من تجربة مريض هو على شاكلته.
هناك مرحلة في الطب تعتبر من أصعب المراحل وهي المفتاح الأساسي لفهم حقيقة المرض لدى المريض وهي (التشخيص ) وهو عملية تحديد المرض والحالة التي تفسر الأعراض والعلامات لدى الشخص، وغالباً ما يشار إليه على أنه تشخيص في سياق طبي ضمنياً مع جمع المعلومات اللازمة للتشخيص عن التاريخ المرضي والفحص الجسماني، ولا يمكن وصف علاج للمريض أو حتى إعطاؤه نصائح طبية إلا بعد التشخيص الدقيق، الذي نجده مفقوداً أحياناً عند بعض الأطباء الذين يهملون أو يتجاهلون طبيعة المريض من حيث الوراثة أو المناعة وتاريخ الأمراض لديه إن وجدت. لاحظت هذا في أحد المراكز الطبية التي تعد من المراكز الطبية المتقدمة حيث يوجد لديها نظام في المعلومات ذو سعة كبيرة في ملفات المرضى، نجد أحياناً الطبيب لا يكلف نفسه في مراجعة ملف المريض العام المخزن على النظام بدقة، في عجلة من أمره لمريض آخر الذي يخفى عليه وعلى جميع مراجعيه من المرضى أن الأمور المالية موزعة ومتفق عليها بين الطبيب والمركز وكل ينال حصته حسب العدد وأيام وقت العيادة و(الطبيب الزائر خير مثال).
ونذكر هنا أن التثقيف الصحي لهو مطلب أساسي لأنه الذي يرفع الوعي الصحي في الوقاية من الأمراض وتداعياتها في المجتمع، هذا إذا كان يستند إلى مصادر موثوقة من مراكز طبية معروفة لها أبحاث ودراسات رصينة هدفها رفع الوعي الصحي بحق بعيداً عن الطمع المادي، الذي لوّث هذه المهنة فتحولت إلى دعاية وتسويق، وهذا يعتبر مأساة وطامة كبيرة لهذه المهنة الإنسانية.
أخيراً لكل طبيب يقدر هذه المهنة ويلتزم بها بجد ومثابرة لا ينظر إلى جيب المريض، وأن يكون همه الوحيد مساعدة المرضى في الوصول إلى الشفاء إن شاء الله، والذي أعتقد والحمد لله إنهم في مجتمعنا كثر وعلى درجة عالية من الصدق والأمانة والرحمة في تعاملهم مع مرضاهم (إنني أعتذر لهم على عنوان المقال).