رمضان جريدي العنزي
المثلية رداءة ودناءة ورذيلة وانحدار نحو الوحل والمستنقع، سوء أخلاق وسلوك، ومنافية للفطرة التي فطر الله الناس عليها، إن المثلية تقوض المثل العليا، وتقضي على القيم الرفيعة، وهي عملية هدم وتخريب للحياة القويمة، إنها وصمة عار وليست افتخاراً، إن مخاطر المثلية لا يستهان بها، سيما وأن وراءها هجمة عالمية منظمة من دعاة الفاحشة والرذيلة، تستهدف القيم والأخلاق والمبادئ، للمجتمعات القويمة السليمة النظيفة عموماً.
إن مكمن خطورة هذه الظاهرة في تهديدها للمنظومة الأخلاقية والقيمية، ومحاولة هدمها بكل الوسائل العنيفة المدمرة، إن هذه الهجمة العالمية المنظمة تستخدم كافة المنصات المختلفة، للترويج لهذا السفه والفحش، إنها تدفع ملايين الدولارات في إنتاج الأفلام وترويجها لكل الأعمار والفئات، وتبرز لها بأنها من باب الحرية الفردية، وأنها ليست عيباً ولا يدخل فيها الخجل والحياء، وليست حراماً تلفظه كل الديانات السماوية، بل هي من حقوق الإنسان كما يدعون ويتفوهون، إنهم يعملون على هذا المشروع الخبيث بكل ما أوتوا من قوة، يريدون ترسيخ مبدأ المثلية الشاذة، اللواط بين الرجال، والسحاق بين النساء، قال تعالى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ، وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ .
إن المثلية بغض النظر عن الترويج المكثف لها، والتي تدعمها دول ومنظمات وأحزاب، فإنها كبيرة من كبائر الذنوب، وفعل فاحش ومقيت، وعمل مستنكر ومستقبح، تأبأه الفطرة الإنسانية السليمة، إن على المنظمات العالمية النظيفة السوية التحذير من هذا العمل الشنيع القبيح، ومنع الترويح له، وبيان آثارة الصحية والنفسية والاجتماعية على الفرد والمجتمع، والتنفير منه، وعدم قبوله، والتكاتف من أجل محاربته بشتى الوسائل المتاحة، وتوعية الناس بعواقبه ومخاطره، والتذكير بخطورته، في الدنيا والآخرة.
إن ديننا الإسلامي الحنيف، وكل الأديان السماوية الآخرى أباحت بطريقة مشروعة فقط أن يتزوج الرجل بأمرأة، يتعفف بها وتَعُفُّ به، يأنس بها وتأنس به، يسكن إليها وتسكن إليه، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، وهي سنة عامة في جميع المخلوقات أن يكون من كل نوع زوجين، ذكراً وأنثى، قال تعالى: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ، لكن هناك أناساً فعلوا ما لا تفعله الحيوانات، فزهدوا في تشريع الله، وأباحوا لأنفسهم ما لم يبحه الله، وانطلق الرجل يشتهي الرجل، والمرأة تشتهي المرأة، إن على عقلاء العالم أن يأخذوا على يد هؤلاء الشواذ قبل أن يخرقوا السفينة، فتغرق في الطين والأوحال، وتكثر المفاسد، وتخرب المجتمعات، ويصبح الإنسان كالحيوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.