د. زايد الحارثي
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة الزواج الجماعي في كثير من المناسبات في البادية والحاضرة بعضها رعاها أصحاب سمو ملكي أمراء وأمراء مناطق ومحافظون وبعضها شيوخ قبائل ورموز المجتمع.
وأساس هذه الظاهرة التكافل الاجتماعي وتوفير الأعباء على الشباب وأسرهم وترشيد الاستهلاك والمساعدة لتكوين الأسر والحفاظ على الشباب امتثالاً لتوجيه النبي صلي الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ...الخ), وكذلك ترسيخاً لسنة الله في الكون في التكاثر والتناسل والبقاء والحمد لله أن مجتمعنا السعودي تحف به الكثير من القيم والأعراف السائدة التي ترسخ لحمته وتقوي مكانته ونسيج بنيته وتميز هويته عن سائر المجتمعات, وللقيادة الحكيمة المستبصرة منذ حبا الله هذه البلاد بمؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله ومع استمرار الملوك الأخيار لهذه البلاد متوجاً بالملك العادل الحازم الإنسان سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين صاحب الرؤية الثاقبة محمد بن سلمان حفظهما الله نجد اللحمة تترسخ والمكانة تتعزز بشكل يشكل مسيرة متكاملة لوحدة وطن وتفرد دولة أمنياً ودينياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً لا يوازيها أو يقارب وضعها إلا الندوة في عالم اليوم.
وقد قدّر الله وأن حضرت مناسبة زواج جماعي لقبيلة بني الحارث في الطائف يوم الجمعة الموافق الثالث من شهر محرم لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وقد كانت لمناسبة زواج خمسة وعشرين عريساً وهي عادة اعتادها أهل قبيلة بني الحارث لحوالي منذ ربع قرن من الزمان, ومما لفت الأنظار في تلك المناسبة أن رزق الله القبيلة بشيخ حكيم يعرف كيف يوظف دوره في رعاية الشباب المتزوجين والمشاركين في الفرح ورعاية المواهب الشعرية من الشباب, وكذلك استنهاض مشاعر الولاء والانتماء للوطن والقيادة الحكيمة إنه الشيخ عطية بن ختام الذي يقود أفراد القبيلة بحكمة ويجعل العمل بين الجميع شراكة جماعية واجتماعية وطنية يتخلل كل فقرات الحفل التعبير عن حب الوطن والانتماء والعرفان للنعم التي يحظي بها كل أبناء الوطن بقيادة ورعاية واعية حريصة على الأمن والأمان ورغد العيش لكل من يعيش في الوطن من أبنائه والعاملين فيه.
أما رسالة اللحمة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية في حفل قبيلة الشعاعيب فقد ظهرت في كلمة شيخ القبيلة في إبراز دور القيادة في توفير سبل العيش الكريم والأمن الوافر للمواطنين, هذا بالإضافة إلى الرسالة الموجهة للشباب بالتوعية من أضرار المخدرات وما ينتج عنها من أضرار على الفرد والمجتمع, وهي لعمري فرصة جيدة في اجتماع كبير ومناسب من الشباب وأسرهم للتوعية والتنبيه لدور الجميع في المحافظة على قيم التماسك والصحة النفسية والعقلية والاجتماعية. وهي رسالة متابعة وتأكيد لتوجيه سمو ولي العهد ووزارة الداخلية في الحملة السامية والموفقة لمحاربة الآفة الخطيرة التي تستهدف كل بلادنا في أفرادها والشباب بوجه خاص وهي آفة المخدرات.
إن مما لفت النظر واسترعى الانتباه والإعجاب هو تغني الشباب المشاركين في تقديم فقرات الحفل شعراً أو نثراً بحب الوطن وقيادته ومكانته وأمجاده كل ذلك وعلم التوحيد وصور خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ترفرف في منصة الحفل وهكذا يكون الولاء وهكذا تكون اللحمة.
حفظ الله وطننا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وزادنا الله أمناً وأماناً ولحمةً وتماسكاً ونماذج مشرفة كالتي ذكرت.