ميسون أبو بكر
الهدايا سنة إنسانية قديمة، لها معانٍ كثيرة وتحمل رسائل جميلة ولها أثر كبير، كما هي مصدر سعادة وتذكار قد يدوم طويلاً إن كانت الهدية ذات دلالات تتجاوزها إلى قيمتها المادية.
وفي الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة «تهادوا تحابوا» يؤكد وقع الهدية وأثرها، وهي تختلف حسب العلاقة والمناسبة وعمر الشخص ومكانته.
وفي مقالي هذا أود الكتابة عن الهدايا التراثية المصنوعة من حرف يدوية ولها أسواقها ومراكز نشطت في تعليم صناعتها، منها مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في عنيزة والذي تعرفت عليه حين زرته قبل أكثر من عشر سنوات حيث حرصت الأميرة المثقفة نورة بنت محمد حرم أمير القصيم آنذاك أمير الرياض حالياً، على زيارة وفد الإعلاميات إلى المركز للتعرف عليه وعلى نشاطاته وجهوده، حيث بدأت قصتي العذبة معه منذ ذلك الوقت، وحرصي على شراء قطع كثيرة بين زيارة وأخرى أقوم يإهدائها للأصدقاء الأجانب حيث يعني لهم هذا النوع من الهدايا الكثير، وتعتبر بطاقة تعريف بالمنطقة والعمل الحرفي وتذكاراً يدوم طويلاً ويعمّر.
للغرب ثقافة مختلفة حول فكرة الهدية، فهم يفضلون ما خفّ وزنه وثمنه كذلك ويحرصون أن تعبر الهدية عن بلدهم سواء في النسيج أو في فكرتها أو كتابة اسم المنطقة للتعريف والتذكير بهم.
كأن تحمل الهدية رسماً أو مجسم زهرة معينة مثلاً تشتهر بها المنطقة، أو تصنع من مادة أو نسيج هو منتج مهم، ثم لا يغفل الشخص ذكر معلومات مهمة عن بلده أو منطقته لتكون لها دلالات أعمق يتعرف الشخص من خلالها على طبيعة المكان وصناعاته؛ فقد أهدي لي على سبيل المثال شال منقوش عليه حبة ليمون من مونتون بلدة الليمون في جنوب فرنسا، ومن صديقة إيطالية علبة صغيرة أنيقة بها 4 حبات من الصابون من سيسيليا، ومن إسبانيا قارورة صغيرة زيت الزيتون ومن هنجاريا أغطية مطرزة تطريزاً يدوياً تشتهر به البلد.
مركز الأميرة نورة نشط في صناعة هدايا تذكارية متنوعة بنقش السدو، تصنعه فتيات تدربن على أيدي معلمات ماهرات يعشقن تراث هذا الوطن، والتسويق لهذه المنتجات ضروري جداً حيث يمكن وضع ركن خاص في المطار إلى جانب الأسواق الشعبية التي يرتادها السياح الذين يحبون عادة التسوق في هذه الأماكن.
كل منطقة في المملكة لها ألف حكاية وحكاية ولها ما يخصها وما تشتهر به، والكثير يحب أن يحمل صناعاتها كهدايا مهمة للآخر فالهدايا قصص عذبة وأسرار فاخرة ولها ثقافة لا بد أن نلمّ بها إضافة لقيمتها وأسبابها.