م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - علاقة الذكر بالأنثى علاقة حَدِّية تختلف عن علاقة الذكر بالذكر.. فعلاقة الذكر بالأنثى تكامل، وعلاقة الذكر بالذكر تشابه.. علاقة الذكر بالأنثى زواج، وعلاقة الذكر بالذكر صداقة.. علاقة الذكر بالذكر تنافس، بينما علاقة الذكر بالأنثى تعاون.. وتتشابه علاقات الذكور والإناث في علاقات المصلحة والرحمة والغريزة.
2 - علاقة الكبير بالصغير أو القوي بالضعيف أو المتعلم بالجاهل علاقة طرفية تتكامل دائماً.. وتتعاون أو تتنافس أحياناً.. وتتحول مع الوقت إلى علاقة سلطة وتحكم وتسيير وتوجيه وربما تصل إلى تعدٍّ وتجاوز.. حينها سيكون من نتائجها تذمر وثورة وتطرف وتناحر.
3 - علاقة الأب بابنه الصغير علاقة رحمة ورعاية.. وبابنه الشاب علاقة حب وتطلع.. وبابنه الرجل علاقة عزوة وحماية.. بينما علاقة الابن بأبيه في صغره علاقة حماية وحنان.. وحينما يصبح شاباً تصبح صحبة ورعاية.. وحينما يصبح الأب شيخاً كبيراً تصير العلاقة براً واهتماماً.
4 - علاقة المصالح هي العلاقة المهيمنة.. فلا تصمد علاقات العرف أو القرابة أو العقيدة أو المناطقية أو الجوار أمام المصلحة، فكلها تتفتت تحت مطرقة علاقة المصلحة.. وكلما علت المصالح علت العلاقة على ما دونها.. وتنزوي أمامها كل العلاقات القائمة على المعرفة أو الزمالة أو الود أو التوجيه أو العلاقة الأقل منفعة.
5 - في كل علاقة هناك دائماً طرفان.. في الحب والكراهية والأخذ والعطاء والكلام والصمت والعدل والظلم والعقل والجنون.. وكل طرف يرى في نفسه الحق والصحة والعدل.. فهو إن كان كارهاً يبرر ذلك بأنه نتيجة يستحقها المكروه.. وإن كان عدوانياً فهو يبرر ذلك بالدفاع عن النفس.. وإن كان ظالماً فهي ردة فعل.. فكيف يحمي المرء نفسه من أن يكون ظالماً أو مظلوماً؟
6 - في العلاقة، التواصل لا يكون إلا بالإرسال والاستقبال.. فإذا كانت الرسالة واضحة للمتلقي سهلت العلاقة بين الطرفين.. وتتأصل العلاقة بمقدار التآلف الذي يحدث بينهما.. ويصبح للعلاقة سعة وعمق تتجاوز العلاقة الحاضرة أو الاتصال الآني إلى العلاقة المستقبلية.. يقابل ذلك أن العلاقة تنقطع إذا حصل تنافر بين المُرْسِل والمُسْتَقْبِل.. هذا الانقطاع يمكن أن يُوَلِّد حالات تبدأ من العزوف الذي ينتهي في وقته.. أو ينتهي بعداء له آثار مؤذية لأحد أو كلا الطرفين.
7 - العلاقة بين شخصين أو مجموعتين أو شيئين ليست مبنية على المساواة إلا نظرياً.. أما فعلياً وحقيقياً فهي علاقة ندية تأخذ منها بقدر ما تستطيع أو تريد أو ترغب أو تشتهي.. وتعطي منها بذات القدر من الاستطاعة أو الرغبة أو الضعف والعجز عن المقاومة.. هذه العلاقة الندية هي حدية في وجهها الآخر.. فالقوة أمام الضعف.. والمَيْل أمام العدل.. والانحراف أمام الاستقامة.. والحب أمام الكراهية.. وهكذا.. وهذه نتيجتها إما استمرار العلاقة أو انقطاعها.. وإما وئام الصلة أو العداء.. وإما تَحَقُّق التفاهم المشترك أو فَقْدُه.
8- إذاً فالعلاقة بين اثنين هي بالضرورة علاقة سلطوية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، مادية أو رمزية، عنيفة أو سلمية، ظاهرة أو خفية.. أي أن السلطة لا تقتصر على الحكم فقط.. بل هي حاضرة في كل حقول الحياة العقلية والعاطفية والعملية والسلوكية.. وفي كل حالاتها الجسدية أو الشعورية.. وذلك من خلال التطبيع أو التطويع أو البرمجة أو الإدارة أو التيسير.. وهذه كلها وسائل تحقق الرفاه للفرد والمجتمع أو تقود إلى الشح.