عبدالعزيز المعيرفي
إن الحراك الكبير الذي يقوم به صندوق الاستثمارات العامة والدور الريادي في ضخ الاستثمارات في المشاريع الضخمة بالمملكة عموماً وفي المدينة المنورة خصوصاً سيوفر بلا شك العديد من الفرص الوظيفية والاستثمارية التي تعود بالنفع على المواطن والمقيم وذلك من خلال تركيزه على تعزيز القيمة النسبية والتنافسية في منطقة المدينة المنورة.
وهذا يتضح جلياً من خلال شركة رؤى المدينة التي تعمل على تنفيذ أضخم مشروع ضيافة في العالم وتحولها إلى شركة قابضة وتوسع حجم أعمالها واستلامها مشروع دار الهجرة إضافة إلى مشروعها الأساسي بجوار المسجد النبوي وكذلك إطلاق شركة تراث المدينة من صندوق الاستثمارات العامة والتي تستهدف تسويق منتجات تمور العجوة وربما أن مسمى الشركة يعني أنها قابلة للتوسع في منتجات أخرى إضافة إلى إعلان شركة مشاريع الترفيه السعودية بزيادة حجم مشروعها في المدينة المنورة إلى مساحة تطويرية تبلغ 100 ألف متر مربع وكذلك تواجد شركة داون تاون التي تهدف لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة.
هذا التواجد يمثِّل الطموح العالي لرؤية المملكة كونه المحرك الفاعل خلف تنوع الاقتصاد في المملكة وفق إستراتيجية طموحة لتمكين القطاع الخاص وإطلاق القطاعات الواعدة ليتواكب مع العديد من المستهدفات منها تعزيز جودة الحياة والارتقاء بجودة الخدمات وتوفير الخيارات الترفيهية المتنوعة، وللمدينة المنورة حظ وافر منها فهي بلا شك تستحق مشاريع تليق بحجمها وعدد سكانها واقتصادها الذي يشهد مرحلة نمو متسارع.
لا شك أن الميز النسبية والتنافسية للمدينة كثيرة فهي وجهة يقصدها ملايين المسلمين سنوياً إضافة إلى مزارعها ومواقعها التاريخية والطبيعية والسياحية وما تمتلكه من موارد طبيعية يجعلها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات ومنها استغلال الأماكن الطبيعية وتحويلها إلى وجهات طبيعية كالحديقة الجيولوجية في المدينة، وتمتلك مناطق طبيعية كالفِقرة التي تقل درجة الحرارة فيها عن المدينة بحوالي 15 درجة.
ومن المبادرات المميزة معرض مشروعات المدينة ميدكس الذي يسلط الضوء على الفرص والقطاعات الاستثمارية الواعدة وكذلك وجود منصات ومواقع معنية بالاستثمار في المدينة كموقع استثمارات المدينة لتقديم نبذة عن منطقة المدينة والفرص الاستثمارية بها.
ولعل من أجمل القرارات هو قرار ضم المواقع السياحية الواعدة لجهات إشرافية أخرى كقرار ضم المواقع التراثية والثقافية بمحافظة خيبر للهيئة الملكية بمحافظة العلا، وكذلك قرار ضم شواطئ وجزر الرأس الأبيض لتكون ضمن مشاريع شركة البحر الأحمر، وهو بلا شك خطوة متقدمة لتسريع استثمارها وتحويلها إلى منطقة جذب سياحية واقتصادية.
كل هذه المشاريع والمبادرات ستشكِّل الوجه الجديد لاقتصاد المدينة المنورة وخصوصاً أن هناك الكثير من القطاعات الواعدة التي ستساهم في زيادة المحتوى المحلي وتوطين مختلف الصناعات وسنرى المدينة المنورة بوجه مختلف تماماً في 2030 .