عبده الأسمري
ما بين «هندسة» البترول و«اقتصاد» التنمية و»منصات» الدبلوماسية أسس «النظريات» وكسب «المناظرات» ورتَّب «مواعيد» الأولويات على «أسوار» الابتكار، فسبر «أغوار» الاقتدار بموهبة «الذات» وهبة «الأثبات» التي تركها «حديث» مؤكد في قاعات الجامعات و«حدث» أكيد في سجلات «السفارات.
تمكَّن من وضع اسمه في المتن «الباهر» للتنمية و»الشأن» الزاهر «للتقنية»، فكان خبير «جيله» وقدير «رعيله» و«منظومة» بشرية من المواهب و«أيقونة» سحرية من المهارات اختلطت في «واقع» الأثر وتشكَّلت في وقع «التأثير»، لتسخر علمه في مدارات «العلوم» وترسخ عمله في مسارات «المعارف».
امتطى «صهوة» اليقين في ميادين علمية ونال «حظوة» التمكين في مضامين عملية رافعاً «راية» الانفراد مترافعاً عن «غاية» السداد..
إنه مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وسفير السعودية لدى دولتي سوريا وتونس سابقاً معالي الدكتور بكر عبد الله بن بكر أول مهندس بترول سعودي وأحد أبرز رجال الدولة وصناع الإنجاز التنموي..
بوجه مألوف الملامح تسكنه ومضات اللطف وتقاسيم حجازية تتقاطر أدباً وتهذيباً، وعينان تنضخان بنظرات «الذكاء» ولمحات «الدهاء» وطلة باهية تعتمر «أناقة» وطنية جلية بتشكيل ثابت وشخصية ودودة لينة الجانب زاهية الحضور راقية التعامل يسمو فيها صوت «الود» ويعلو وسطها صدى «التواد» وصوت مسجوع بلغة أنيقة قوامها «التخصص» ومقامها «الاختصاص» وكاريزما تزهو منها سماحة الرأي وفصاحة اللسان وحصافة القول ولهجة بيضاء في محافل «الأقارب» ولغة عصماء بين جحافل «المختصين» وعبارات هندسية بحكم الوظائف واعتبارات دبلوماسية باحتكام المناصب وثيقة «المحتوى» وعميقة» المدلول»، قضى بن بكر من عمره عقودًا وهو يؤسس «أركان» الهندسة ويؤصل «أسس» الإدارة ويستكشف أعماق «الأهداف» ويكتب «فصول» الدراسات ويسكب «مداد» القرارات ويكسب «ثقة» القادة مهندساً وأكاديميًا وقيادياً وريادياً وسفيراً وخبيراً ظل رمزاً في شؤون «التعليم العالي» وعزاً في متون المعالي ووجهاً أصيلاً بنى «ملاحم» الفارق في أعمال وأفعال تجلت صروحاً أمام بصر «الناظرين» وطموحاً حول نظر «المتبصرين».
في «الطائف» أنيسة الشتاء وعروس الصيف وُلد عام 1359 في منزل والده بحارة «أسفل» الشهيرة في نهار صيفي ملأ أركان المكان وأبعاد الزمان بالسرور وتعالت «أهازيج» البهجة بين» مرابع» الطائفيين في مساكن طينية تجللت بالجيرة والمودة وانطلقت «دعوات» المقدم المبارك بين عشيرته «الأقربين» الذين توافدوا للمشاركة والمباركة بالمولد السعيد..
تفتح ذهنه باكراً على مساعي «والده» الوجيه وهو يجني «حصاد» المواسم من مزارعه «الشهيرة» في حي «الريان» العتيق، وتزينت نهاراته بحنان «باذخ» أسبغته عليه «والدته» العطوفة واكتظت مساءاته بدعوات «ليل» كانت بمثابة «السراج» الذي أضاء له «مسارب» البدايات وظلت بمثوبة «المنهاج» الذي اغترف به من «مشارب» النهايات.
مضى وقتاً طفولياً مفعماً بالفضول يتفحص ويحلل لقب «أم المساكين» الذي كانت تطلقه «نسوة» الحي على والدته السيدة الكريمة «عايشة القثامي» حتى اقتنص من ذلك «النداء» قيم «الإحسان» ومعاني «الحسنى» الذي ظلت أمه تروي بها قلبه، فتأصلت في روحه معاني «البر» وتعمقت في داخله معالم «الغوث» فكبر وفي فؤاده «وقائع» المروءة وفي وجدانه «تواقيع» الشهامة.
اقتنص «الفلاح» من «نداءات» الرزق في صباحات «الكادحين» فجراً في حوانيت مدينته ومضى كل صيف مع أقرانه ينتظرون «مواكب» الملوك والأمراء أمام «دكة» القديرة في تشكيل مهيب لمشاهد الانتماء وشواهد الاحتفاء من أبناء برره نحو قادة عظماء.
انخطف ابن بكر إلى إرث تربوي قويم ونشأة خليطة بين «الجمال» و«الامتثال» حيث تراوحت خطواته الصغيرة بين برحة العباس وباب الريع وحي شهار ملتمساً قصص «العون» في تكاتف «البسطاء» وحافظاً حكايات «التعاضد» في تعاون الوجهاء مولياً بوصلة أمنياته شطر الإبداع الذي استنشق عبيره من تلك الكتب التي رافقته في محطات عمره وشكلت له «موسوعة» المعرفة التي ظلت «الكنز» الثمين الذي جنى منه أوسمة «الرقي» ونياشين «الشرف».
تعتقت نفسه طفلاً بأنفاس العطر من مزارع «الورد الطائفي» وتشربت روحه صغيراً نفائس المذاق في سلال المحصول الصيفي فتوشمت ذاكرته برياحين «الأرض» وارتسمت في دربه مضامين «الزمن».
تلقى ابن بكر تعليمه العام في مدارس الطائف وتخرَّج من ثانوية ثقيف ثم ابُتعث إلى أمريكا وحصد درجة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة تكساس عام 1963م كأول مهندس سعودي في هذا المجال..
عاد لأرض الوطن وعمل في شركة الزيت العربية الأمريكية ثم انتقل إلى كلية البترول والمعادل آنذاك بناء على طلب من معالي وزير البترول والثروة المعدنية وساهم في تأسيس كلية البترول والمعادن ثم تعيَّن وكيلاً لها في منتصف عام 1965م وكان أول موظف سعودي في الكلية.
حصل ابن بكر بعدها على منحة علمية من جامعة ستانفورد الأمريكية ونال منها الماجستير في إدارة الأعمال عام 1967، كما حصل أيضاً على شهادة الماجستير في اقتصاد التنمية من الجامعة نفسها.
وعاد مرة أخرى لخدمة وطنه حيث تعيَّن مساعدًا لمحافظ بترومين، ثم عاد مرة ثالثة لأمريكا ونال شهادة الدكتوراة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1970م، كما درس أساليب ونظم التعليم العالي في الجامعة نفسها.
ولأنه مسكون بالتطوير والتجديد طور عددًا من النظريات في علم الإدارة واختبرت تلك النظريات في شركات أمريكية عدة، ودرس علمي الإحصاء والإدارة أثناء وجوده في جامعتي ستانفورد وجنوب كاليفورنيا كما مُنح عضوية عدد من الجمعيات العلمية.
انتُدب بعد عودته من أمريكا لدراسة أوضاع كلية البترول والمعادن التعليمية والإدارية وقدم تقريراً متكاملاً لإعادة تنظيم الكلية وتعديل اتجاهاتها الأكاديمية، وتم تعيينه عام 1391 عميداً لكلية البترول والمعادن ثم صدر الأمر السامي بتعيينه مديرًا لجامعة البترول والمعادن كأول مدير لها عام 1396.
ثم صدر الأمر الملكي الكريم عام 1415هـ بتعيين معاليه عضواً بمجلس الخدمة المدنية لمدة 3 سنوات. وتم تعيينه عام 1416 سفيراً لخادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التونسية ثم الجمهورية العربية السورية إلى أن أحيل إلى التقاعد.
نشر وألَّف بحوثًا وكتبًا عدة في علوم الإدارة والاقتصاد وهندسة البترول باللغتين العربية والإنجليزية. وهو عضو في عدد من الجمعيات العلمية والمجالس السعودية والخليجية والعالمية. وعضو في مجالس جامعات سعودية، وله عضويات في هيئات وقطاعات عالمية عدة.
بكر عبد الله بن بكر ابن هندسة البترول البكر وصانع المجد المبكر.. الوجه المضي في اتجاهات العمل التنموي والنجم الساطع في مجالات القرار الدبلوماسي والقامة المعرفية والقيمة الوطنية صاحب السيرة المضيئة بالتميز والامتياز.