د.أحمد بن عثمان التويجري
توفي يوم الخميس الماضي أخي الأكبر عبدالرحمن بن عثمان بن عبدالعزيز التويجري رحمه الله رحمة واسعة وتغمده بعفوه وكرمه وإحسانه وجمعنا به في جناته إنه سميع مجيب.
كانت حياته حافلة بالنشاط والأعمال والأحداث.
بدأ حياته العملية في وزارة الداخلية ثم انتقل إلى الحرس الوطني، وانتهى به المطاف في ديوان مكتب الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان وليّاً للعهد ورئيساً للحرس الوطني.
أما وقد رحل رحمه الله عن هذه الحياة الفانية فلا أملك إلا أن أقول:
رَحلتَ وقلبي مُذْ رحلتَ عَليلُ
فيا لَيتَ شِعري هَلْ إليكَ سبيلُ
ويا لَيتَ شعري كيفَ أسلو بمنزلٍ
وأنتَ بلحدٍ في الفَلاةِ نَزيلُ
وكيفَ يَطيبُ العيشُ بعدكَ ويحَهُ
وركبُكَ ولَّى والمَسَارُ طويلُ
رَحَلتَ أبا نَجلا وفي القلبِ غُصّةٌ
ووجدٌ إذا جَنّ الظلامُ ثقيلُ
تؤرقني الذِّكرى فلا الليلُ ينقضي
ولا لاعجٌ بين الضُّلوعِ يزولُ
وتقتلني الأشواقُ وهي قتيلتي
كأني وشوقي قاتلٌ وقتيلُ
فيا سيّدي والموتُ حقٌ وحسبُنا
بأنّا وإن عِشنا إليهِ نؤولُ
سَيذكركَ الحقُّ الذي كنتَ سَيفَهُ
وصِدقٌ إذا أخفى النفاقَ مَقولُ
وطِيبةُ قلبٍ رَغمَ حِدّةِ مَنطِقٍ
وصَبْرٌ إذا جَارَ الزّمانُ جَميلُ
سيذكركَ المستضعفونَ نَصَرتَهُم
وواسيتهم والحادبونَ قليلُ
فيا سيّدي والوَجْدُ يُحرِقُ أضلُعي
وذِكراكَ في جَوْفِ الفؤادِ تَصُولُ
عَليكَ سَلامُ الله مَا لاحَ بارِقٌ
وما رَقَّ في الليلِ البَهِيمِ هَديلُ
وما خَفقَتْ منّا قلوبٌ بِلَوعةٍ
وأرّقها شَوقٌ إليكَ أصيلُ
رحمك الله يا أبا نجلاء وتغمدك بعفوه وكرمه وإحسانه، وأنزلك منازل الصديقين والشهداء والصالحين، وجمعنا بك في جناته، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: {إنا لله وإنا إليه راجعون}.