أحمد المغلوث
يبدو أن السيدة الفاضلة التي اتصلت بي معاتبة على رسمتي بدون تعليق «انتظار» والتي نشرتها ضمن حساباتي في الإعلام الجديد مؤخراً والتي تصور زوجة تقوم بوضع المكياج وزوجها يقف منتظراً وشبكة العنكبوت تغطي جزءا من ثوبه دليل الفترة الطويلة التي قضاها منتظراً أن تنتهي زوجته الحسناء من مهمتها التي «تتمطمط»،وقالت أليس من حق الزوجة أن تقوم بذلك. وأنتم أيها الرجال ألا تقومون بطريقة ما بالاهتمام بوجوهكم في صالونات الحلاقة، بل هناك من بات يستعمل الكريمات التي تساهم في تفتيح البشرة وتضيف لمسة مشرقة على محياه. فأضافت كن يا أستاذ عادلاً عندما تعالج موضوعاً أوظاهرة ما، فقلت لها يبدو أنك لست متابعة جيدة لما رسمته من أكثر من أربعة عقود، لقد سخرت وما زلت من مختلف الجوانب في حياة الرجل. الزوج، والموظف، وحتى المسؤول في إدارة ما، والرسمة التي أثارت حفيظتك لها جانب آخر يجسد اهتمامها بجمالها وعنايتها به. وعلى فكرة يا سيدتي الفاضلة سوف أخصص زاويتي لهذا الأسبوع عما تعانيه بعض»الزوجات» من عدم اهتمام أزواجهن بأنفسهم وو. فردت قبل أن تختتم مكالمتها سوف أنتظر ما تكتبه وهل تقول الحقيقة؟ فأكدت لها بأن هذا ما سوف أكتبه بمشيئة الله. وخلال حياتي العملية في الحكومة، وكذلك في القطاع الخاص زاملت بعضا من الموظفين اكتشفت مع الأيام أن بعضهم وفي بداية حياته الزوجية تجده في كامل أناقته وحسن مظهره، وهناك اهتمام كبير بملابسه فغترته مكوية جيداً، وكذلك ثوبه بل إنك تكاد تشم رائحة عطره الذي أحسن اختياره حتى يتصور كل من يراه بأنه أحضره للتو من الخياط. بل تجد انسجاماً ما بين حذائه وجوربه.. وتمضي الأيام سريعاً فإذا به قد تغير وطرأ عليه تغيير غير معقول ولا مقبول. لقد تغير مظهره بصورة لافتة، اختفت تلك الأناقة وبات شكله مع كل الاحترام لشخصه.»مزريا» وربما سألت نفسك هل وراء ما حدث له نتيجة طبيعية وحتمية من آثار الزواج وسلبيته أم أن وراء الأكمة ما وراءها. وربما سألت نفسك أيضاً هل التغيير الذي حدث ومسبباته تقف خلفه الزوجة والأولاد أم متاعب الحياة الزوجية التي باتت معاتبتها تتوالد كالفيروسات، أم أن الزوجة العزيزة باتت ومع الأيام ومع مسؤولياتها العديدة في العمل والبيت والأولاد باتت هي الأخرى لا تهتم بنفسها وشغلها الشاغل، ومع الأيام تأثر بها زوجها وانتقلت إليه «العدوى» فكليهما ركن إلى الإهمال والدعة، فتناسى الزوج أن المظهر الأنيق وااهتمام بالهندام بشكل عام من عوامل تحفيز الزوجة والعكس صحيح. وما زلت أذكر حديث إحدى السيدات المطلقات في برنامج عن ظاهرة الطلاق أن وراء طلبها الانفصال عن زوجها هو عدم اهتمامه بنظافته فهو لا يستحم.. ورائحته مقززة بل منفرة.. وما ذكرته هذه الزوجة ينسحب على بعض الزوجات مع كل الاحترام لهن. فكلا الزوجين مسؤول تماماً عن قيادة مركبة «الحياة الزوجية» والاهتمام بالنظافة والشكل العام مطلوبان بصورة مهمة. فالحياة المعاصرة وما فيها من تطور بات إيقاعه أسرع من تحميل صورة عبر الواتساب وكم هو جميل جداً أن تكون الحياة الزوجية دائماً حياة متجددة، تتوالد فيها العواطف والمشاعر، وأن يتحول الزوج في بعض الليالي لزوج مثل ابن «حزم الأندلسي» يكتب لها كلمات حلوة ولو استعارها منه ولن أزيد.