د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
تتنامى جهود المملكة العربية السعودية لتجسيد إستراتيجية التحول الاقتصادي بخطوات مدروسة، ويأتي صندوق الاستثمارات العامة كرأس الرمح في هذه الخطط باعتباره أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تتجاوز 620 مليار دولار، وبعد استحواذه على أربعة من أندية كرة القدم السعودية مؤخراً، مما أتاح لها عقد صفقات نوعية عالمية بمبالغ كبيرة لفتت أنظار العالم، ها هو الصندوق يعزز تلك الخطوات بإعلان إطلاق شركة (سرج) لتكون ذراعه في الاستثمار الرياضي وتطوير هذا القطاع. وتعد (سرج) شركة استثمارية رياضية ترمي إلى دعم وتمكين القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفق رؤية عصرية وابتكارات حديثة ونمط يحاكي التطورات العالمية في مجال الرياضة، كما تهدف إلى الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة فضلاً عن الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات العالمية، وتحقيق العوائد المالية المستهدفة.
ونبعت فكرة إنشاء هذه الشركة من رؤية صندوق الاستثمارات العامة في تنويع مصادر الدخل وتطوير القطاعات المختلفة، حيث يمتد نشاط الشركة الوليدة إلى الفعاليات المرتبطة بالمشجعين والاستثمار فيها من خلال توظيف التقنيات الرياضية الحديثة لتطوير قطاع الرياضة بما يعزز أهداف رؤية 2030 في هذا الجانب، بالإضافة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية، واستضافة المنافسات والبطولات، ودعم الريادة السعودية في مجال السياحة والترفيه، وتعزيز جودة الحياة، وتحقيق إستراتيجية الصندوق بما يتماشى مع مضامين رؤية السعودية.
ويعد القطاع الرياضي والسياحي والترفيهي من القطاعات الإستراتيجية ذات الأهمية لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تحتاج إلى التطوير ضمن إطار الرؤية الاستثمارية العالمية بعيدة المدى التي يتبناها الصندوق الذي يملك محافظ استثمارية رائدة ترتكز على الاستثمار في الفرص الواعدة محلياً وعالمياً، والعمل على توليد الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، وإنشاء وتأسيس العديد من الشركات في القطاعات الإستراتيجية سعياً لتحقيق مستهدفات الرؤية الثاقبة.
وبهذه الخطوات المدروسة والوثبات الصائبة أكد صندوق الاستثمارات العامة أنه المحرك الفاعل خلف تنوع الاقتصاد السعودي وتطوير العديد من القطاعات المهمة في الدولة والإسهام في تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاستثمارية للمملكة، كونه يدار بخبرة واسعة ومتراكمة وينطلق من خطط عميقة من خلال كفاءات عالية ومتميزة، وقد أثبت قدرته على إدارة الاستثمارات في مختلف القطاعات باحترافية عالية ونسبة إنجاز رفيعة، وهذا يعكس الاهتمام الذي يحظى به من الدولة، والفكر المتقدم الذي يدار به مجسداً الأثر الإيجابي الواضح في تنمية الاقتصاد الوطني في قطاعات عدة يبرز من بينها القطاع الرياضي بصورة لا تخطئها العين، كما استطاع مضاعفة أصوله في فترة وجيزة وتفعيل العديد من القطاعات الجديدة وتوفير مئات الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة، والإسهام في توطين التقنيات الحديثة والمعرفة ودعم الجهات الرائدة في مجال توطين التقنية وتطويرها وتعزيز المحتوى المحلي.
وجاء إعلان قيام شركة (سرج) امتداداً لهذه الجهود المتكاملة كنافذة استثمارية جديدة لهذا الصندوق السيادي وذراع فاعلة في القطاع الرياضي، وخطوة رائدة وجريئة لها ما بعدها -بإذن الله.