خالد بن حمد المالك
أكثر ما يشغل ذهن المواطن تفكيره بمستقبل أبنائه وأحفاده في هذه الحياة، فهو من يتابع تحصيلهم العلمي، وينكب على رسم الخطط والبرامج لجعلهم متفوقين وقادرين على مواجهة شؤون الحياة دون وجل أو خوف، في ظل تقلبات فرص العمل، ومحدوديتها، واستخدام صناعات تقنية تغني عن اليد العاملة.
**
المملكة تنبهت إلى ذلك، واستثمرت كثيراً بما يخدم مستقبل المواطن، وهيأت له مجالات وفرص التعليم في الداخل والخارج، وسعت إلى إكسابه المهارات التي تساعد على تمكينه من الإجادة والتميز فيما يُوكل إليه من أعمال، بعيداً عن شعوره بالخوف، أو الشك في مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده.
**
وما نراه من منشآت تُقام على امتداد مناطق المملكة، ومصانع يتم إنجازها في أكثر من منطقة، ومن تحول كبير في الاستثمار بالإنسان، وتوجه نحو تجذير جودة الحياة لصالح المواطن، إنما تظهر الجدية في التخطيط لمستقبل المواطن السعودي في الحاضر والمستقبل، وإبعاد شبح الخوف من المستقبل، والثقة بأن المواطن في كل الأزمنة هو في عين الاهتمام والرعاية المصونة.
**
فالاستثمار مثلاً بالرياضة والترفيه والسياحة والثقافة وفق ما هو معلن من تنظيمات وتشريعات، إنما هو للتأكيد على أن هذه البلاد موعودة بفرص أعمال بأكثر مما هو مُتوقع، وأن الأعمال المساندة لهذا التوجه من طيران، ووسائل نقل أخرى، وتسهيلات لتمكين غير السعوديين من الدخول للمملكة بيسر وسهولة، وتوفير متطلبات القادمين من سكن وتسوق وسهولة تنقل داخلية، سوف يكون مردودها كبيراً وجيداً على مستقبل المواطن.
**
وفضلاً عن أن الدرعية ونيوم والقدية وجزر البحر الأحمر وذا لاين والسودة والعلا وطيران الرياض وحديقة الملك سلمان وغيرها هي مشروعات لخدمة الإنسان السعودي، فهي كذلك وجهات استثمارية لغير السعوديين أيضاً، وسيكون مردودها استثمارياً لصالح الأجيال القادمة بعوائدها الكبيرة، لما تمثِّله من تحول مساند في نمط الحياة، وفي طمأنة المواطنين على أنهم في بلد آمن ومستقر، يتمتعون وينعمون بحياة رغدة في بلادهم وبما يغنيهم عن غيرهم.
**
التغير الذي يحدث الآن في المملكة، بإقرار أنظمة جديدة، وتشريعات مستجدة، وإعادة النظر بما هو قائم ليكون متناغماً ومنسجماً مع المستجدات في المملكة والعالم، أكسب هذه البلاد القدرة على توظيف إمكانات المواطن السعودي لصالح مستقبل البلاد، وخاصة المرأة التي مُكِّنت من العمل، وانخرطت في دورته على قدم المساواة مع الرجل وفق ما ينسجم مع قدراتها وإمكاناتها، فرأيناها في مواقع وظيفية متقدمة ومسؤوليات كانت محصورة على الرجل.
**
فتغير الأنظمة، وإحداث أخرى جديدة، وفتح المجال للعمل بما كان ينظر إليه -خطأ- على أنه من المحرّمات، وفقاً لعادات وتقاليد لا علاقة لها بالدين، حرَّر المملكة من القيود، وخلّصها من بعض المعتقدات، مع التزامها بالقيم، والتقاليد الطيبة، وتمسكها بالثوابت الإسلامية، فكانت حصيلة هذا التغيير الكبير نتائج اقتصادية باهرة ومنجزات عملاقة، إلى جانب التوسع في توظيف المرأة تحديداً في مواقع الأعمال المختلفة.
**
وبهذا التخطيط، فلا خوف من المستقبل، خاصة مع اهتمام الدولة بالتعليم، والتركيز عليه في مختلف التخصصات في الداخل والخارج، بعيداً عن حسابات القلق، والشعور بالخوف، والتفكير بما هو خارج ما يجري من عمل وبرامج وإنجازات لإسعاد المواطنين الآن وفي المستقبل.