د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
بلغت أصول صندوق الاستثمارات السعودي 2.23 تريليون ريال مع نهاية 2022 منها استثمارات محلية تقدر بنحو 77 في المائة محلية بعوائد 8 في المائة سنوياً، ويطمح الصندوق أن تصبح أصوله في 2025 نحو 4 تريليونات ريال مرتفعاً من 570 مليار ريال في 2015 استطاع الصندوق تأسيس 25 شركة واستحداث 181 ألف وظيفة خلال 2022.
وهذا لا يعني أن السعودية ستتخلى عن النفط بل بالعكس هي مهتمة بقيادة أسواق النفط لدعم الرؤية من أجل تحقيق فطم الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط، ولا يزال النمو المستمر في الطلب على الخام في العالم يدفع إلى تحقيق مكاسب خصوصاً بعدما اتجهت السعودية التي تقود أسواق النفط إلى تخفيض الإنتاج الذي جعل الأسعار ترتفع 30 في المائة عن أدنى مستوى في 2020.
من أجل أن تتجه نحو تطوير الاستثمار في الصناعات الثقيلة وعلى رأسها التوجه نحو تطوير الاستثمار في صناعة السيارات وتكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، وذلك بعد أن وقّعت وزارة الاستثمار مذكرة تفاهم مع شركتين دوليتين سعياً لتحقيق هذا المستهدف، خصوصاً وأن الدولة سبق أن تبنت أنظمة النقل الحديثة كان آخرها إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في نوفمبر 2022 إطلاق شركة سير أول علامة تجارية لصناعة السيارات الكهربائية في السعودية، ما جعل الدولة توقع مذكرة تفاهم مع شركتي ريجال كابيتال الأميركية وكليفون تيك الأستونية لتمثل خطوة مهمة وعلامة فارقة في تشكيل مستقبل الابتكار في السعودية.
من المتوقع أن تقوم شركة سير التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة بتصميم وتصنيع وبيع السيارات الكهربائية المزودة بأنظمة تقنية متقدمة كخاصية القيادة الذاتية في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بما في ذلك سيارات السيدان والدفع الرباعي، الذي هو شراكة مع شركة فوكسكون حيث ستحصل السعودية على تراخيص تقنية المكونات بالسيارات الكهربائية من بي إم دبليو لاستخدامها في تطوير المركبات، وسيتم تصنيع تلك السيارات بالكامل داخل السعودية، وستخضع السيارات لفحص الجودة وفق أعلى المقاييس العالمية، ومن المقرر أن تكون متاحة سيارات سير في 2025.
وسبق في 2019 أن وقعت الشركة الوطنية للنقل البحري بالتعاون مع أرامكو وشركة هونداي للصناعات الثقيلة وشركة لاميريل للطاقة لإنشاء 4 منصات حفر بحرية وأكثر من 43 سفينة بما فيها ناقلات النفط العملاقة لتمكين الشركة لتكون أحد المنافسين العالميين في هذه المجالات بكفاءات وخبرات وطنية سعودية في مجال التصنيع وتقديم الخدمات.
ما جعل وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان دعوة مستثمرين يابانيين إلى الاستثمار في صناعة السفن في رأس الخير في المنطقة الشرقية خصوصاً وأن كل المقومات متوفرة وبشكل خاص توفر الألمنيوم والصلب بجانب امتلاك رأس الخير حوض بناء السفن.
كما يملك صندوق الاستثمارات السعودي نحو 45 في المائة من شركة أكوا باور السعودية التي تتوقع زيادة محفظة مشاريعها من الطاقة المتجددة 3 أضعاف في 2030 أي إلى أكثر من 120 غيغاواط تشكل الطاقة المتجددة 35 في المائة تقريباً من محفظتها، وتتوقع أن تقترب من 90 في المائة بحلول عام 2030 وفقاً لـ بادي بادماناثان الرئيس التنفيذي للشركة حيث بلغت الطاقة الإجمالية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في نهاية 2022 نحو42.7 غيغاواط و6.2 مليون متر مكعب في اليوم بقيمة استثمارية تقدر بنحو 249.2 مليار ريال ( 293.1 مليار ريال في 31 مايو 2023) .
تسعى الشركة إلى إنتاج 58.7 من الطاقة المتجددة بحلول 2030 تتطلع الشركة لتوليد 50 في المائة من الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة و50 في المائة من الغاز لخفض الوقود المستخدم لإنتاج الكهرباء ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الصفري، وتصل محفظة استثمارات أكوا باور السعودية حتى نهاية 2022 نحو 72 مليار دولار وعدد مشروعاتها 78 مشروعاً في 12 دولة حول العالم في ثلاث قارات.
وقد وقعت أكوا باور مع تسع جهات صينية بارزة، وصندوق استثمارات صيني يشارك أكوا باور السعودية في مشروع سيرداريا لتوليد الطاقة بدورة الغاز المركبة في جمهورية أوزبكستان والتي ستبلغ سعتها الإنتاجية 1.5 غيغاواط ستكون السعودية المساهم الأكبر بـ51 في المائة في محطة سيرداريا، بينما سيحصل صندوق طريق الحرير والمسؤول عن تنفيذ مبادرة الحزام والطريق على حصة 49 في المائة من المحطة، كما تتعاون أوكيو العمانية مع أكوا باور في مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين.