أحمد المغلوث
لا حديث هذه الأيام وفي مختلف المجتمعات في بلادنا وغير بلادنا إلا الحديث عن. «الذكاء الاصطناعي» الذي بات يسبر غور مختلف جوانب حياتنا حتى تمدد وتربع في كل مكان. ولكنه. غير واضح المعالم أنت لا تراه. فهو يرتدي طاقية الإخفاء السحرية، ولكن بصورة ذكية وعبقرية. وجميعنا خاصة الكبار الذين تجاوزوا عقدهم السابع عاش فترة «الدهشة» والعجب عندما بدأت الآلات الصماء تنقل لنا الأصوات من خلال تلفون ابو هندل. والراديو وبعدها جاء تلفزيون الظهران بشاشته الفضية التي سحرتنا ونحن صغار وبدأت الأسر تتجمع كبيرها وصغيرها لمشاهدة برامجه التي كانت أيامها ساعات بثه محدودة مثل برامجه. ومازلت أذكر كيف قام خالي عبد اللطيف- رحمه الله-، وكان مهندسا ميكانيكيا. ومن أوائل الذين افتتحوا ورشة للسيارات في الأحساء فقد تعلم. هذه الهندسة الدقيقة في شركة أرامكو مثلها مثل المئات إن لم يكونوا الآلاف الذين استفادوا من هذه الشركة العملاقة، فعندما ترك الشركة وفضل العمل الخاص بات مجلسه يشهد حضور العديد من الوجهاء والأعيان خاصة في نهاية الاسبوع لمشاهدة التلفزيون الذي لم يكن موجودا في البدايات إلا في بيوت محدودة تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة.. حضور هؤلاء حرم أهل البيت من المشاهدة، وبعد تفكير هداه فكره الحصيف أن يوظف اكثر منً مراية لنقل صورة. شاشة تلفزيون المجلس الوحيد. إلى داخل الغرفة المربعة المجاورة للمجلس، فوضع مراية كبيرة مقابل التلفزيون وأخرى داخل الغرفة والتي باتت مظلمة عدا انعكاس شاشة التلفزيون على أن تتم المشاهدة لأفراد الأسرة بصورة صامتة وويله وسواد ليله من تبدر منه حركة صوتية أو ضحكة مدوية. فسوف يغلق باب الغرفة حتى إشعار آخر. واليوم وكما أشرت في البداية باتت التقنيات وما فيها من ذكاء اصطناعي مدهش، ويثير في ذات الوقت عدة تساؤلات كيف نستطيع منعه من التدخل في خصوصياتنا والتقليل او منع اولئك الذين استطاعوا ان يهكروا حسابات دول. وبدخلون بكل بساطة الى حسابات البنوك وفواتير شركات الكهرباء.. يوما بعد يوم نقرأ ونطالع عبر الإعلام المرئي والمقروء وحتى المسموع عن حوادث اختراق لحسابات أجهزة حكومية في بعض الدول فكيف بحسابات عموم الناس في كل مكان، وهذا يعتبر في هذا الزمن المعاصر غير المعقول ولا المقبول.. وهذا والأهم أنه غير إنساني فكم مواطن ومواطنة تمت سرقة مدخراتهم بل جميع ما يملكون في أرصدتهم. أكان الرصيد دسما يبلل الشفاهأم ما فيه إلا ريالات معدودة. ومع أن توجيهات البنوك والمصارف ضاعفت مشكورة من توجيهاتها وتعليماتها إلا أن عملية السرقة مازالت مستمرة. ويبدو أن العصابات المختلفة التي تقوم بهذه العمليات داخل الوطن وخارجه وهم الأكثر على قدر من الدراية والتدريب في مجال علوم التقنية المختلفة، فهم باتوا بستخدمون البطاقات المسروقة والهواتف الذكية بل إن بعضهم وبكل جرأة ينتشر تغريداته لتقديم خدماته. ومن هنا بات الذكاء الاصطناعي يبث فيروساته المختلفة وغير المرئية متضمنة لمخاطر مختلفة. باتت معاشة والقادم أخطر الأمر الذي يدعونا جميها لتوخي الحذر من هذا الخطر المخيف... ويا غافل لك الله، لذلك مطلوب من مختلف الجهات ذات العلاقة الاهتمام بدراسة كيفية الحد من تقليل مساوئ. هذا الذكاء الخطير مع توسع قدراته، فكم من ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي تعرض للابتزاز عبر صور مفبركة، أو مكالمات تحمل نبرة صوتك أو تصلك فيروسات تتوغل في حساباتك ربما توقف حسابات. والمشكلة أن اختراق الحسابات بات لمن لديه خبرة أو الإمام بالتقنية قادر على الإساءة لمن يريد الاساءة إليه.. بل وصل الأمر إلى تزييف الأخبار وإعادة أخبار قديمة مصورة ومفبركة بطريقة خبيثة ودقيقة.وماذا بعد لقد دفعت دول عديدة عشرات الملايين لعصابات ذكاء اصطناعي. من أجل اتقاء شرورهم.. فكيف يفعل المواطن العادي ليبعد عنه شبح مخاطر هذا الذكاء الصناعي المخيف.