واس - أبها:
تشكل المقاهي الريفية التي تتخذ من المتنزهات والمزارع أماكن لها، عامل جذب للمصطافين والزوار خلال موسم صيف عسير 2023، حيث يتوافد إليها مئات المرتادين القادمين من داخل المملكة وخارجها يومياً. وأظهرت جولة لـ»واس» في قرى بني مازن ( 10كلم غرب مدينة أبها ) الإقبال الكبير على تلك المقاهي التي تتوسط المدرجات الزراعية على ارتفاع يصل إلى 2800 متر تقريباً، وفي درجات حرارة لا تتجاوز الـ «23 ْ» صيفاً. وقال أحد المستثمرين في قطاع المقاهي الريفية الشاب محمد المازني، إن هذا النشاط السياحي يشهد إقبالاً كبيراً من أهالي وزوار المنطقة خلال موسم الصيف، مشيراً إلى أن المقاهي الريفية توفر فرص عمل موسمية لشباب وشابات منطقة عسير، وتدر دخلاً مهماً لهم، مما يؤهلها مستقبلاً لتكون ضمن مقومات الاقتصاد السياحي في منطقة عسير وخارجها.
وتُعد السياحة الريفيّة في عسير إحدى أهم مظاهر الجذب السياحي للعائلات والأفراد من هواة الطبيعة والهدوء والاسترخاء، حيث تمنح السائح متعة خاصة في زيارة المدرجات الزراعية الخضراء، ومعايشة الطبيعة، والمزروعات والفواكه الصيفية، مثل المشمش والرمان والعنب والتفاح والبرتقال، وغيرها. وشجعت الحركة السياحية التي تشهدها منطقة عسير أبناء المنطقة على التوسع والتطوير في مشاريع سياحية نوعية، مثل السياحة الزراعية أو الريفيّة، فعمل عدد من أهالي المنطقة على تحويل مزارعهم وقراهم بما في ذلك القرى الأثرية والقلاع والحصن والمزارع الجبلية، لتصبح بمثابة مرافق ومنشآت سياحية، لتعزيز الاستثمار المحلي وتطوير منظومة العمل في مجال السياحة والفندقة وتعزيز حضور التراث القديم، وفق برامج حديثة تتوافق مع متطلبات العصر.
وتقدم الجهات الحكومية المعنية بدعم السياحة الريفية مثل صندوق التنمية الزراعية قروضاً خاصة لأنشطة «الإيواء الريفي» التي تُعنى بالبيئة النباتية والحيوانية ويكون تأثيرها أقل على البيئة الطبيعية خلال فترة الإنشاء، حيث تهدف هذه القروض إلى الإسهام في رفع معدل السياحة وذلك من خلال المساهمة في التكاليف الاستثمارية والتشغيلية للمنشآت السياحية داخل المزارع المرخصة بتمويل مباشر من الصندوق وبقروض طويلة الأجل.