ليلى أمين السيف
أنا أحبك وأموت فيك وأشتهي مرة تذبحني لو تذبحني بيدك..
أهذا حبٌ أم خنوع واستعباد.. لا وكمان يناجي المحب بأن يخلّي القيد بيده..
وبالطبع يعيش حالة من الأسر الدائم وتحمل حياة الذل والمهانة ويعيش حياة كئيبة ويصحو بعد حين هذا إن صحى إن لم يكن قد اعتاد هذه الحياة البائسة وفقد خلالها كينونته وإنسانيته ولا بأس حينها من زيارة الأطباء النفسيين..
لا أعرف من علمهم إن الحب أذية وكآبة.. الحب سقيا حنان واحترام.. الحب حصاده ورد عطر وزهر ندي وحالة حب تغير حالة المحبين إلى أفضل حال وأهنأ بال لا تهمهم تفاهات الحياة ولا تشغلهم سفاسف الأمور يستمتعون بحبهم.. يستحقون أن يعيشوا تفاصيل ومشاعر الحب الجميلة.. لا قيمة لهذه المشاعر إن لم تشعرك بالحب والاهتمام.. المحب لا يؤذي من يحب.. ولا يجعله يكابد آلام البعد والفراق ولا يناجي نجوم الليالي لتطبع قبلة على جبين الحبيب ولا يشكو للقمر جفاء الحبيب..
من المفترض أن الحب يجعلك تفكر بعقلانية فالمؤمن كيسٌ فطنٌ فليس عيباً أن تحب ولكن لا تكن منقاداً في حبك أرتقِ في حبك وتسلح بالخبرات اللازمة إن كنت جاداً لإنجاح العلاقة..
العلاقة الزوجية ليست تحصيل حاصل ولا هي عش زوجية جميل أثاثه أو حفل زواج يوثق لعلاقة لم يفكر طرفاها كيف يضفيان عليها الديمومة والحياة المستمرة أو هي فقط مشاعر صاخبة في البداية ثم تبدأ في الذبول والدخول في دوامة الملل بدون تحلحل الطرفين أو أحدهما لإنعاشها والخروج بها من نفق مظلم لتستقيم الحياة ويسعد الطرفان.
الجميع يريدون السعادة ولكن للأسف القليل من يحاول صنع شيئٍ ليصنع السعادة اللائقة به وبحياته وفكره.. ومشاعره..
المأساة هي عندما يكون شريك حياتك ليس هو الأقرب لك.. عندما تبوء بخيبة الأمل وتضطر أن تلجأ للمداراة والتخفي.. تلجأ لأن تتغير وتبحث عمن يلائمك.. أو تنكفي على ذاتك وتعيش مشاعر ليست مشاعرك خشية أن تعترف بالحقيقة المرة..
رجلاً كنت أم امرأة.. عش الحياة استمتع بها.. أنت تستحق الأفضل ابذل المستحيل لتعش حياتك كما تستحقها ولا ترضخ لشيطان الاستعباد..
الشريك إن لم يكن هو صديقك الحبيب وصاحبك القريب.. فستكون علاقتك باردة كالثلج.. علاقة رسمية لا مشاعر ولا أحاسيس.. ابذل جهداً لتحصد حباً.. وأملاً وحياة حقيقية.. لا تكبت مشاعرك الحقيقية بل شاركها مع شريكك وابذل ما بوسعك لإنعاش العلاقة السامية وقل لنفسك حتى لو فشلت لقد كان لديّ شرف المحاولة.. المحاولة الحقيقية.. قيّم أوضاعك وأتحِ الفرصة لك ولشريكك.. إن كنت صادقاً في بذل المحاولات .. ثق أنك ستنجح.. ارضَ بما قسمه الله لك وفي ذات الوقت لا تسلم زمام حياتك لشخص يتولى قيادتك وتوجيه مشاعرك وأفكارك.
لا تناطح المستحيل ولا تنبش الماضي ولكن أبدأ صح وكي تطور من نفسك عليك أيضاً أن تطور من شريكك.. وفي النهاية إن السعادة بنظري هرمون نصنعه نحن أو نطفئه نحن.. حدد ما تشاء تعاسة وكآبة أو حباً وسعادة..