د. منى بنت علي الحمود
عند الصفحة (304) تحديداً من كتاب المؤلف الشهير «ستيفن كوفي».. والذي حمل عنوانه عبارة: (الأهم أولاً).. كانت الصفحة مقسمة إلى جدول بأربع خانات.. من بينها قسم يضم الأعمال المفيأة تحت
(غير هام/ غير عاجل) بينما يرى المؤلف «اليك ماكينزي» أن الخروج من مأزق ومصائد الوقت هو في إدارته والإحسان أولاً للمهام التي تتسم بالأهمية.. أما «ألان هولتج»والذي لخص خبرته في 201 طريقة لإدارة الوقت.. ومن جانبه يقول: «من قال إن وقت الذهاب للعمل وقت ضائع».. إذ يرى أنه فرصة رائعة للإسراع بإنجاز بعض الأعمال أو على الأقل قراءة بعض الملفات الهامة.
حينما يخطئ الكثير منا قراءة مثل هذه الجداول والعبارات.. عندها ستجدهم يحاولون جاهدين أن يجدوا لهم مقعداً في قسم (الهام/ العاجل).. ويجدون حرجاً كبيراً عند وصف ما يقومون به من أعمال أنها غير مهمة.. ناهيك عن التظاهر الكبير بأنهم من سكان ذلك المربع الأول.. وأن كل أعمالهم هامة وعاجلة حتى يكونوا هم كذلك.. بمعنى(أنت مشغول؛ إذاً أنت مهم)..
أيها المربع الأخير والجاذب المشاغب لا عليك.. فالكل يدخلك بدون استثناء ولكن خلسة وعلى استحياء فهكذا طبيعة الأماكن السحرية.. هم يخشون من التصريح بذلك.. إنهم يستمدون أهميتهم في حياتهم ما برحوا هناك. فيك الضحك، والغناء، المكالمات والرسائل التي تبث الروح فينا بلا قيود، أنت مرفأ للسماع والاستماع لمن نحمل لهم محبة أو من يلجأون إلينا لنستمع إليهم فحسب، أنت مربع الفراغ والتأمل والجلوس بلا شيء، مربع الأعمال البسيطة السعيدة..
وعلى هامش مقالي هذا آمل التقدم لمستويات أعلى للزميلة (ن).. فقد كانت لا تفارق جهازها المحمول أبداً.. مع زفرات وتنهيدات مصحوبة بشكوى عارمة بعدم كفاية الوقت حتى لشرب فنجان من القهوة أو الحديث؛ لكثرة المهام والضغوط عليها.. إنها حقاً كانت بارعة في لعبة الورق على الحاسوب.