الدِّكتورُ أَيُّوبُ باحثٌ وكاتبٌ عراقيٌّ، له من المؤلفاتِ والبحوث الكثيرةِ في الُّلغةِ والأدبِ، ومِمَّا اِنمازَ به (تغريداته) على مواقع التواصلِ الاجتماعيّ، وقد جمعَ الجزءَ الأول، فأصدر كتابه (تغريداتٌ لُغويةٌ ساخنةٌ)، وما زال ينشرُ تغريداته على موقعه وصفحته على الفيس وتويتر، وقد اِتسمتْ تلك التغريدات بِمِسْحَتِهَا الطَّريفة السَّهلة الممتنِعة؛ فهي إلى الفَهْمِ أقرب، وإلى المتعةِ أحبّ.
والحقُّ أَنَّ د. أيّوب جرجيس العطيّة يعدّ المُغرِّدُ الأَوُّلُ لُغويّاً؛ لظرافةِ ما يكتبُه، ولكثرته، وقد وردت آراءُ بعضُ الُّلغويين والأُدباء المحْدَثين، في تغريداته، ومنها:
1. قول الدكتور إيّاد الحمدانيّ - العراق في مقدمة الكتاب: إنَّ هذه التغريداتِ تجمَعُها مهيمنةُ الصورِ الذّهنيةِ القائمةِ على استحْضَارِ المعاني الأصيلةِ، فقد انطلقَ المؤلِّفُ إلى عوالمِ التأليفِ الإبداعي الهادِف ..ينظرُ إلى النُّصوصِ بشموليةٍ، تقدحُ عن مَواطنِ المُغايرةِ في التَّعبيرِ، ومتابعةِ المتغيراتِ في نسيجِ النَّصِّ، ويبدو أنّ هذهِ الإمكاناتِ تحوّلتْ إلى سلوكٍ إبداعيّ فريدٍ، يجمعُ بين الطَرافَةِ والمُراوَغةِ، والبُعدِ الإيديولوجيّ والفلسفيّ المنطقيّ مشفوعاً بطرائقِ التّفكيرِ الخاصّةِ التي وسَمتْ هذا العملَ بالإيجازِ والشِّعريّةِ الأصيلةِ، ولو تأمّلْنا عنوانَ الكتابِ: (تغريداتٌ لغويّةٌ سَاخِنةٌ ) لوجدْنا فيه مجازاً شفيفاً قائماً على التَّجسيمِ، وتَراسلِ الحَواسِّ في آنٍ واحدٍ بطريقةٍ جذّابةٍ، وهذا النّوعُ من العَتباتِ يصدقُ على ما ظهرَ من عناوينَ في داخلِ الكتابِ التي كانتْ أغلبُها يبحثُ عن استحضارِ المَعاني، ومُخاطبةِ المضمونِ الذّهنيّ الذي غالباً ما يرتبطُ بالمجدِ الأصيلِ، والقِيَمِ الإنسانيّة ِالنبيلةِ. انتهى. من ذلك قوله :
تعاتبني كثيراً ولا تعذر؛ لأني لا أردُّ على رسائلها..
فقلت: يا حلوتي..
(هربتِ السيدةُ كهرباء؛ وهربت الشبكةُ حزناً عليها..
وهذه مأساةُ العراقيين كلَّ يومٍ........ وكلَّ عام..)
* * *
.. سألتني :كيف الجوُّ عندَكم؟
قلتُ: ذوّبني حرّك يا صيف
قبلَ أن يذوبني حبُّك يا حَيف...
* * *
تموتُ كلُّ الأغاني...
ويحلو صوتُك في فَمي وأذني...ويُزهِرُ..
* * *
فذلكةْ لغويّة!!
......................
قلتُ لها:من عيني يا عيني...
قالت قل:
(من قلبي يا قلبي؛ لأنَّ القلبَ لا ينامُ...).
* * *
المَرأةُ التي تُحيي القَتِيلَ
أيُّ امرأةٍ هذه التي تُحيي القتيلَ في نظرِ الأعشى حينما يقول :
عَهْدي بِهَا في الحَيِّ قد سُرْبِلَتْ
هَيْفَاءَ مِثْلَ المُهْرَةِ الضَّامِرِ
قد نهدَ الثّديُ على صدرِها
في مُشْرِقٍ ذي صَبَحٍ نائِرِ
لوْ أَسْنَدْتَ مَيْتًا إلى نَحْرِها
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
حتى يقول النّاسُ مِمّا رأوا:
يا عَجَبًا للميِّتِ النّاشِرِ
حتى قالوا: إنّ أكذبَ بيتٍ قالته العربُ:
لوْ أَسْنَدْتَ مَيْتًا إلى نَحْرِها
عَاشَ وَلَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ
2. وتصفُ الدكتورة (وسام علي الخالدي/العراق) في تعليقها على الكتاب بأنّ هذا الكتابَ الأنيقَ يحملُ المُتعةَ والجمالَ الأدبيَّ. فعنوانُهُ ومحتواه مُبتكَرٌ، يضعُ بينَ يدي قارئِهِ رؤيةً جماليةً تدورُ حولَ فنِّ كتابةِ التَّغريدات ِ اللُّغويّةِ السَّاخِنة.
3. وأصابَ (الشاعر طارق الجدول-اليمن) حين يصف كتاب (تغريدات لغوية) بأنه يحملُ بين طيّاتِهِ روح َ الفُكاهة، والنكتة الخفيفة العابقة بشذى العربيةِ، المُفعمة بعبقِ معلومةِ لغويةٍ أو اجتماعية ..
فيه تغريداتٌ لغويةٌ ساخنةٌ، ممتعةٌ ونافعة كصّيب ٍنافعٍٍ، يدهش ُ القرّاءَ، ويسحرُ الألباب .انتهى.
ولا نُبالغ إِذا قلنا: إنَّ هذه التغريدات تستحقُّ القراءة، والبحث والدراسة؛ لأنها جديدةٌ في أسلوبها، وعرضها، ومعلوماتها المتنوعة.
[هذا الكتابُ الأنيق يحملُ المُتعةَ والجمالَ الأدبيَّ. فعنوانُهُ ومحتواه مُبتكَرٌ، يحمل ُ بين طيّاتِهِ روحَ الفُكاهة، والنكتةَ الخفيفة العابقة بشذى العربيةِ].
** **
منصور السلطان - جمهورية العراق