علي خضران القرني
لا أظن أن أحدًا من المثقفين في مدينة الطائف خاصة من المخضرمين الذين عاصروا ثقافة الطائف ونهضتها الصحفية والإعلامية خلال السنوات المنصرمة لا يعرف أو لم يسمع بالدكتور/ عدنان المهنا الإعلامي والكاتب والمؤرخ الذي لا بد أن يلفِت نظرك بخلقه وثقافته. عرفته قديماً بالطائف في الحقل التربوي والإعلامي والثقافي، وكان نشيطاً مبدعاً فيما ينجزه من أعمال مختلفة يقوم بها بحب ورغبة ونشاط لا تنفك أن تثمر عن إبداعات تجعلك تندهش منها ومن الجهد الذي بذل فيها ليس في الإعداد والتحضير والبحث النظري فحسب؛ بل في العمل الميداني أيضاً. وأعماله ومؤلفاته ومشاركاته المختلفة تُبرِز ذلك بوضوح، والمتصفح لكتابه: (الطائف وبقايا الأمس) الصادر عام 1416 هـ عن مدينة الطائف المأنوس يرى أنه بذل فيه جهداً كبيراً استعرض فيه جوانب متعددة عن الطائف وتراثها وتاريخها وحضارتها بشيء من الاستقصاء الدقيق الذي جمع بين البحث النظري والعمل الميداني الذي بُني على زيارات كثيرة لأماكن متعددة ومختلفة في الطايف قام بتعريفها وتوثيقها وتصويرها، كما قام بإجراء لقاءات كثيرة مع متخصصين وذوي خبرة في تاريخ الطائف، واستخلاص معلومات تاريخية في منتهى الأهمية وثقها للتاريخ. ولاشك أن ذلك جهد يُذكر فيُشكر للمهنا. ولم يقتصر جهده التأليفي والبحثي على هذا الكتاب المفيد الذي أضحى مرجعاً لكثير من الكتب التاريخية والحضارية عن الطائف؛ بل أصدر العديد من المؤلفات التي أثرى بها المكتبة، كان آخرها كتابه الموسوم(كيف تصبح صحفياً) في الإعلام التقليدي والحديث. وعندما كنت مسؤولاً بنادي الطائف الأدبي سابقاً كنت أرشح المهنا ضمن كوكبة مثقفة من أبناء الطائف لإدارة بعض الأمسيات واللقاءات؛ لما يتميز به من موهبة في التقديم وإدارة الحوار بطرق غير تقليدية يصاحبها كاريزما محببة لدى المتلقي والمستمع تخلق أجواءً إيجابية مرحة لا تخلو من الطرافة أحيانا. وأخونا عدنان المهنا لديه مواهب متعددة لمستها فيه خلال تعاملي معه خلال إقامته بالطائف -كما لمسها غيري- فهو رجل يجيد الإلقاء، وله صوت إذاعي لافت، وأعلم أنه يشارك سابقاً وحالياً ببعض الإذاعات الوطنية، كما أنه محلل وناقد رياضي متمكن، وله حس فني طربي أصيل، جمع كل هذه المواهب إلى خلفيته التاريخية والثقافية والصحفية والإعلامية. وأنا عندما أكتب أو أشير إلى بعض المبدعين من وطننا الحبيب عموماً، أو في الطائف خصوصاً؛ لأجد ذلك واجبً تجاه هذه الفئة الغالية على قلوبنا من المبدعين والمثقفين من إخواننا وأخواتنا. وسبق لي أن أصدرتُ موسوعة مصغرة عن أدباء الطائف أسميتها(من أدباء الطائف المعاصرين) طبعة أولى عام 1410 هـ، وطبعة ثانية مزيدة منقحة عام 1435 هـ، ترجمت فيها لعدد كبير من أدباء الطائف وأديباته مع إيراد نماذج من نتاجهم الأدبي والثقافي أو الفكري؛ تفعيلا لمبدأ الاهتمام بأدبنا وثقافتنا وتاريخنا وإرثنا المتنوع الذي نفخر به ونعتز. وإن كان لي من طلب لدى أخي العزيز عدنان المهنا فهو إعادة طباعة كتابه الموسوم( الطائف وبقايا الأمس ) وإضافة ما استجد من معلومات وصور وأماكن قد يكون في إعادة توثيقها واستكمالها في وقتنا هذا أهمية كبيرة وسهلة؛ لوجود وسائل تقنية متقدمة أكثر من الوقت السابق.
خاتمة:
للشاعر إبراهيم طوقان
حيّ الشباب وقُلْ سلاماً إنكم أمل الغد
وطني آثرت لك الشباب كأنّه الزّهر النّدي