علي الحسين - مكة:
قدّم مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة عبر الزوم محاضرة ولقاءً علمياً للدكتور معجب العدواني من خلال عنوان «مسارات لغوية في الحكاية الشعبية» حيث بدأ بشكره لمجمع اللغة العربية رئيساً عبد العزيز الحربي وجميع الأعضاء وللدكتور محمد سعيد ربيع الغامدي المشرف على هذه اللقاءات.. البداية من خلال ما قدّمه مدير الأمسية الدكتور مصطفى شعبان تعريفاً بالعدواني ثم ما يتصل بموضوع اللقاء العلمي عن الحكاية الشعبية ثم انطلق الدكتور معجب في محاضرته حديثه خلال ثلاثة مسارات أولها عن الحكاية الشعبية بوصفها مضامين ثم عن تأويل الحكاية وأخيراً المعالجة وبعض الإشكاليات في الحكايا الشعبية إذ بدأ مدخلاً أن الأدب الشفهي يهم الناس يتفاعلون معه ويتداولونه ولا يهتمون به في حقل الدراسات الأدبية فهو قليل جداً ولا يوجد إلا في الدراسات ما يتعلق برسائل الدكتوراه ولكن لا تزال مهمة الباحثين أكثر وللنقاد أيضاً لهم إسهامات طيبة لكن بحاجة إلى مزيد من التوسع، ثم ذكر العدواني تعريفاً للحكاية الشعبية لنبيلة إبراهيم وهو الأقرب كما يقول لديه والأنسب حيث تقول نبيلة : الحكاية الشعبية خلق حُرْ للخيال الشعبي ينسجه حول حوادث مهمة ووقائع وشخوص ومواقع تاريخية مفتدى بعض أنواع وخصائص وسمات وشخوص الحكايات الشعبية منها أنها تنتقل شفاهياً ولها عدد من النسخ المروية ولها راوٍ تتسم روايته للتكرار، وأن الحكاية تجيب عن سؤالين لماذا وكيف وأن عادة البطل فيها شاب بطل غير أناني شجاع تحدث له مشكلة وهكذا تبدأ الحكاية .. وتنهتي غالباً بحكايات سعيدة ومقنعة وقد ترد فيها حكايات لحيوانات لها طابع إنساني وأن هذه الحكايات بتأثير قوى الخير على الإنسان كما هو موجود في القرآن الكريم من ذكر حديث النملة وقول الهدهد وكذلك في التاريخ العربي كألف ليلة ولية كتاب كليلة ودمنة التي تتسم بها الحكايات من دراسات تربوية وأخلاقية ووعظية وفيها إشارات للسحر والعجائبية الغرائبية ثم ينتقل معجب إلى الحديث عن أن الفضاء في الحكاية الشعبية فضاء بسيط غير مكثف وأن زمنها مفتوح للماضي إذا تبدأ بكان يا ما كان أو في جنوب المملكة حين يقول راويها « جاكم واحد ...» وأن تأويل الحكاية الشعبية تمر بإشكالات كثيرة منها : التوثيق الكتابي فلابد من الإصغاء لها بكافة تفاصيلها سماعاً لأن ذلك يؤدي إلى تقديم درس نقدي وإضافات كثيرة ومهمة ومنها إشكالية إهمال أزمة السياقات في الحكاية الشعبية واتدادها التاريخي مثل وهب بن منبه في كتاب التيجان من ذكر سيرة سيف بن ذي يزن وكذلك إشكالية اتصال هذا النثر الشفهي بغيره مثل السيرة الشعبية كذلك إهمال الحكاية الشعبية مثل أي نص شفاهي فهي نصوص متنامية فيها التجريب كثيراً وينمو بشكل مستمر .. أما فيما يتعلق بتوثيق الحكاية الشعبية أنها ترتبط باللغة الفصحى كما فعل الدكتور عبد الكريم الجهيمان وعبدو خال في أساطير تهامية أما الثابت في الحكاية الشعبية هو هيكلها البنائي فيعد أكثر ثباتاً وختم الدكتور معجب العدواني لقاءه بالتناص العكسي والأفقي والرأسي في الحكايات الشعبية باختلاف الأسماء والأماكن فالراوي الشعبي يضيف عقوبة أخرى من أجل أن يرسخ مسألة العقاب لقوى الشر ثم تلت ذلك بعض المداخلات من قبل الدكتور محمد سعيد الغامدي وعبد الكريم الزهراني وشوقية محمد وعلي السعلي والدكتور عبد الرحمن.